د.عبدالعزيز الجار الله
لا يمكن أن تبقى الأردن مستقرة وهي محاطة من جهاتها الثلاث بدول مضطربة وغير صديقة وتغلي على صفيح حرب ساخن: العراق من الشرق وقد أطبقت عليه إيران، وسوريا من الشمال وقد سيطرة على مفاصلة روسيا وإيران وتتهدد سورية التقسيمات العرقية والعقائدية، ومن الغرب فلسطين التي ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى الحدودالمشتركة مع إسرائيل، ولم يتبق لها الحدود الآمن سوى حدودنا السعودية الشمالية والشمالية الغربية، وحتى لا تنزلق دولة أخرى في ربيع عربي وفي ثورات ومغامرات مجهولة وشتات جديد ومرارة ضياع الدول والشعوب، لذا جاءت دعوة الملك سلمان -حفظه الله- سريعة وعاجلة وفاعلة لنزع فتيل القلاقل والفتن من الأردن وذلك باجتماع خليجي ضم إلى السعودية والأردن الكويت والإمارات انتهى إلى تقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية: (2.5) مليار دولار مساعدات اقتصادية تنموية قصيرة الأجل هي دعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات، تمويل من صناديق التنمية لمشروعات إنمائية، ووديعة في البنك المركزي الأردني.
السعودية هي مفتاح الأردن على دول الخليج العربي، ونحن في السعودية نلتقي تاريخياً وجغرافيا من حيث المنافذ البرية: الدرة، حالة عمار، الحديثة. وطول خط الحدود البرية (745) كم، والحدود البحرية مجاورة في خليج العقبة بالبحر الأحمر، والأردن يأتي في الركن الشمالي الغربي للسعودية ويعتبر الامتداد الطبيعي للجزيرة العربية والخليج العربي، تلتقي هذه الدول الخليج والأردن بالدِّين الإسلامي والعروبة والتركيبة القبلية والسكانية فهي نفس قبائل الجزيرة العربية لأنها تشكل قبائل جزيرة العرب الشمالية وهي الرابط الحضاري والسكاني بين قلب العرب والشام وباديته.
الخليج العربي يعيش مرحلة التنمية الاقتصادية والحضارية والعمرانية والأردن هو الضلع الشمالي لدول الخليج ويعتبر جزءاً أصيلاً من أراضي الجزيرة العربية، وشريك أيضاً أصيل لنا في خليج العقبة شمال البحر الأحمر، وعضو فاعل لو تشكلت منظومة من دول البحر الأحمر، تجمع إقليمي يجمع دول ضفتي البحر الأحمر الشرقية والغربية، أو تم توسيع شامل لدول مجلس الخليج العربي لأن الأردن يتكامل مع دول الجزيرة والخليج.