المتمعن جيداً في كل خطوات العمل السعودية الداخلية والخارجية خلال السنوات القليلة الماضية وحتى هذه اللحظة، سيدرك أن المملكة العربية السعودية اليوم كدولة ومجتمع تعيش في ظل مرحلة مختلفة جداً في كل شيء.. مرحلة لا يدرك معانيها وأبعادها إلا من عاصر مراحل سابقة في مسيرة هذا الوطن الغالي.
فالمتمعن سيدرك أن هذه الدولة قيادةً وشعباً هي إن شاء الله دولة مكفولة برعاية دائمة من المولى القدير، وبفضله وتوفيقه سبحانه وتعالى وفي كل شؤونها، فهي دولة سنامها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. من هذا الأساس الإسلامي الخالص تتجسد الحقائق بأن هذه القيادة التي وهبها الله حكم هذه البلاد هي من نعم الله سبحانه وتعالى على الإسلام والمسلمين وعلى شعب هذه البلاد، فحق علينا في هذا الوطن أن نحمد الله ونشكره دوماً على هذه النعم ونسأله بأن يديم على الإسلام وعلى هذا الوطن هذه النعمة المباركة.
فقد قيض الله لهذه البلاد في هذا العصر حاكماً وقائداً وملكاً مختلفاً هو سلمان بن عبدالعزيز (أمد الله في عمره) الذي بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم بخبرة العمل وممارسة المسؤولية خلال سنوات طويلة جداً قد أدرك أهمية مراعاة اختلاف العصر الحاضر والمستقبل التي تحتاج إلى آلية وخطط عمل مختلفة، ووهبه الله نعمة الحكمة والهيبة والقوة والنظرة الثاقبة، لذلك فقد وفقه الله في اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً لعهده وليكون مهندساً لخطط العمل المستقبلية الجبارة ورجل مرحلة التحدي الشاق على المستوى الداخلي والخارجي من أجل الإعداد لمستقبل مختلف لمجتمع مختلف.. مجتمع قادراً على مسايرة كل مجتمعات العالم المتحضرة والمتقدمة والمتنافسة في التطور الحضاري والعلمي والصناعي والتقني في ظل خصوصيته الإسلامية والاجتماعية التي توحدت في ظلها كل أرجاء هذا الوطن على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه) فكان اختياراً نابعاً من سيرة الملوك والخلفاء..
وفي زمن قصير ومن خلال مسيرة عمل جبارة حافلة بالإنجازات المتتالية في كل المجالات على المستوى الداخلي والإقليمي والعربي والإسلامي والعالمي أثبت الأمير محمد بن سلمان بأنه أعظم هدية قدمها الملك سلمان بن عبدالعزيز للمجتمع السعودي.
فقد ترسخت في شخصية سموه أبلغ خطوات العمل المتواصل الدؤوب والقوة والهيبة والحزم والاحترام والتقدير بكل المعاني والصور والمواقف والقرارات والمبادرات ليس فقط على المستوى المحلي بل وعلى كافة المستويات الخارجية حيث تجسدت تلك الصفات (القيادية) في شخصية سموه في كل أروقة العمل السياسي والإداري والعسكري والأمني وبدرجات متنامية من القوة والهيبة والجدية أثبتتها وأكدتها الكثير من القرارات الصارمة التي تفاعل معها المجتمع بكل أطيافه وبقبول وبرضى منقطع النظير مما أثبت نجاح نتائجها باقتدار مذهل بكل المقاييس فكسب سموه المحبة والولاء والاحترام والإعجاب الصادق بكل تلقائية من الجميع على المستوى الداخلي والعالمي.
قرارات أكدت نجاح الرؤية الجادة لصناعة مستقبل مختلف لهذا الوطن شملت شتى المجالات وكافة المستويات في زمن قياسي وعمت كل جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية في هذا الوطن وقدم المجتمع تفاعلاً إيجابياً كبيراً معها من أجل صناعة مستقبل ظل المجتمع يحلم به منذ سنوات طويلة، قرارات اختصرت بسرعة مذهلة سنوات طويلة من الانتظار فحققت إنجازات إيجابية وسريعة أزالت بكل اقتدار وبكل قوة وهيبة وصرامة وجدية كماً كبيراً من معالم الكساد والركود والخوف والرتابة والتبلد والجمود الذي سيطر على معظم أروقة العمل لسنوات طويلة حتى وصل الحال في ( بعض) المواقع إلى مرحلة من اليأس والإحباط الممزوج بصورة عدة من الفساد والمحسوبية.. لكن اليوم حضرت مسيرة تحدي العمل (المختلف) التي يقودها ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لتنقذ بيئة العمل من ذلك الداء الذي تسبب في تعطيل وتأخير مسيرة تنمية المجتمع وبقدرة سريعة وجبارة أزالت مسيرة تحدي هذه الخوف والتردد في سلوكيات المجتمع فكان النجاح لتلك الخطوات التطويرية الجبارة.
فعلى كل المستويات السياسية والعسكرية والحربية صنع نهج المملكة العربية السعودية الجديد في ظل هذا العهد صورة مختلفة من القوة المستمدة من شرع الله ثم من قدرات وكفاءات أبناء هذا الوطن القيادية والسياسية والعسكرية والعلمية والإدارية وبكل صور الكبرياء المشروعة لدرجة فكانت قوة مفاجئة للجميع، فزرعت هذه القوه هيبة شامخة وثقة مطلقة واحتراماً كبيراً في نفس المواطن بأعلى قدر وذلك بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل النهج القيادي الحديث، تلا ذلك التغيير المتتالي والإيجابي والمفاجئ في كثير من جوانب الحياة الاجتماعية وهذا تغيير تحقق بدراسة شاملة متقننة وجادة مستمدة من الحزم والعزم والقوة والهيبة وفي مكافحة الفساد الإداري والمالي فأعادت كثيراً من الأمور إلى نصابها الطبيعي المفقود أو المختطف منذ سنوات، فعمت ثقافة السلوك الطبيعي كثيراً من جوانب الحياة الاجتماعية السعودية في تجاوب تلقائي ومنتظر مع كل معالم التغيير، فأدرك المتمعن بأن الجدية الصارمة أثمرت عن فرض نمط حياة (جديد) في كافة المجالات الترفيهية والرياضية والفنية والثقافية والأمنية والإدارية.. أكدت ولله الحمد أن هذا الوطن سيظل بفضل الله وتوفيقة وعنايته يسير نحو مستقبل مطمئن وأمن من كافة الجوانب.. فاليوم غير الأمس.. وغداً سيكون إن شاء الله أفضل من اليوم.
اليوم يحتفل الوطن ويسعد بكل فخر وسعادة بمرور عام على تولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في مملكتنا الغالية، وهو عام مختلف في مسيرة الوطن.. عام عنوانه مسيرة «التحديث» الشاملة والمختلفة والجريئة والصادقة والجادة والحازمة التي يقودها سموه -حفظه الله- باقتدار تام بتوفيق من الله ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - أمد الله في عمره - بخطوات ثاقبة وواثقة نحو تحقيق الحلم الكبير الذي تنشده الأجيال وتتطلع إليه، فهي مسيرة إعداد مستقبل مختلف لأجيال الوطن القادمة في ظل انضباطية صُنعت باقتدار تحمل بين كل جوانبها معالم التحديث والتغير والتطور لكل مشاريع الرؤية الجديدة للمملكة ولشعبها في شتى المجالات.
- اليوم من حقنا أن نواصل فخرنا بشريعتنا وبعقيدتنا وبقيادتنا وبوطننا..
- من حقنا أن نعيش ونفرح ونحتفل..
- من حقنا أن نتطلع إلى مستقبل مشرق.. مستقبل مختلف..
الحمد لله على هذه النعم.. وشكراً لك يا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على هذه الهدية القيادية العظيمة التي قدمتها لشعبك ولأمتيك العربية والإسلامية والمتمثلة في اختيار محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد وقائداً لمسيرة التغير والتطوير المباركة. وحق لك علينا يا والدنا الغالي بأن ندعو الله لك دوماً أن يحفظك وأن يمدك بالصحة والعافية والعمر المديد.. وأن يحفظ الله لنا ولي العهد الأمين وأن يوفقه دوماً ويسدد كل خطاه، وأن يحفظ لنا وطننا وأن يديم عليه نعمة الأمن والاستقرار والرخاء والتآلف..
** **
- عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن حسن آل الشيخ