تهل علينا هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لبيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد. وهذه الذكرى السعيدة تحمل إلينا حصيلة جهود عظيمة من العطاء والإنجاز والتغيير نحو المزيد من التطور والتقدم والنماء للمملكة العربية السعودية وفي مختلف مناحي الحياة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وهي حصيلة تدعو إلى الفخر والاعتزاز بما تحقق وتفتح أبواب الأمل واسعة على مستقبل أكثر إشراقاً وخاصة لجيل الشباب.
إن ما يلاحظه المراقب عن كثب أن المملكة العربية السعودية الشقيقة قفزت قفزة نوعية كبيرة في مختلف مسارات العمل والعطاء والبناء، وهي قفزة أبهرت القاصي والداني.
لقد امتاز صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين بالجرأة والشجاعة وبالقدرة على اتخاذ القرار وكلها من صفات القائد الناجح الذي يعرف ما يريد، ويعرف كيف يصل إلى ما يريد لوطنه وشعبه وأمته.
إن ما تحقق والحمد لله كثير ومبهر على المستويات كافة، وكل ذلك كان بفضل الله تعالى - جلت قدرته- ثم بتوجيهات كريمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين، وبعزيمة القائد الشاب الذي يصل الليل بالنهار وهو يسعى إلى إعلاء شأن وطنه وشعبه ليأخذا مكانهما اللائق بهما بين الأمم والدول والشعوب.
ليس سهلاً أن نذكر في عجالة كهذه كل المنجزات التي تحققت للمملكة خلال هذه الفترة الوجيزة، لكننا نستطيع أن نسجل بإعجاب أن ما تحقق (وهو كثير) لا يشكل إلا جزءاً بسيطاً مما يطمح إليه صاحب السمو الملكي ولي العهد، وهو الذي أكد في العديد من خطاباته ومقابلاته الإعلامية أنه على عجلة من أمره، لكنه أيضاً على ثقة من خطواته، وبرامجه وأهدافه النبيلة لخدمة دينه ثم وطنه وشعبه وأمته.
ولا شك أن الأمير محمد بن سلمان بات ظاهرة فريدة تستحق التوقف عندها لتلقي الدروس والاستفادة من التجارب وأخذ العبر. وهو يمتلك عزم الشباب وقمة العطاء وها هو يتألق كل يوم في إنجاز جديد.
إن كثيراً من الإنجازات قد تحققت وخاصة في قطاع الشباب، وباتجاه تمكين النساء، وتطوير بعض العادات والتقاليد التي لم تعد تناسب العصر الراهن في الربع الأول من الألفية الثالثة.
إننا في مملكة البحرين نتابع بإعجاب مسيرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ونرى في تجربته الثرية الكثير من الرؤى والخطط والبرامج التي تسهم في دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي تعزيز التضامن العربي والتعاون الإسلامي والدولي لما فيه خير الإنسان في كل مكان.
ولا يغيب عن البال أن ما يؤكد عليه صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان من اهتمام بالشباب وهم ركيزة المستقبل، وحرص على تمكين المرأة ونيلها كافة حقوقها ودفع المسيرة الاجتماعية إلى الأمام، وتعزيز الكفاءات الوطنية ودورها في قيادة العمل الوطني، كل ذلك يلتقي مع ما يعمل من أجل الوصول إليه من اقتصاد وطني متطور لا يعتمد على النفط وحده، ومن تعزيز للموارد وتشجيع للاستثمارات الخارجية، وتأكيد حضور المملكة على الساحة الدولية ونهوضها بدورها الكبير والمحوري في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وهكذا نجد أن الجرأة في اتخاذ القرار، والرؤية الواضحة للمستقبل، والفهم الواعي لمستجدات المرحلة الزمنية، والإدراك الواضح لمعطيات الحاضر والفهم العميق للمصلحة الوطنية والخليجية والعربية والإسلامية تصب كلها في خدمة الأهداف الوطنية العليا للمملكة، وتدعم مسيرتها نحو التقدم والتطور والازدهار.
اغتنم هذه المناسبة السعيدة لأرفع إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين، وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أسمى التهاني وأطيب التمنيات، وأدعو الله العلي القدير أن يكلأ المملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً بعين رعايته، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والطمأنينة وأن يحقق على يدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين كل ما تصبو له البلاد من تقدم وازدهار.
وكل عام وأنتم بخير.
** **
الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة - سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية