سمر المقرن
من الطبيعي أن نعيش هذه الأيام بهجة الشهر الفضيل، وفرحة العيد السعيد، واللذان يتزامنان مع أفراحٍ تخصنا نحن الشعب السعودي، أولى هذه الأفراح مناسبة مرور عام على مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولياً للعهد، ما يجعل كل منّا يسترجع شريطاً طويلاً من الأحداث الجميلة والتغييرات الإصلاحية والقرارات الحكيمة في زمنٍ قياسي، وكلّها تسعى إلى رفع عجلة التنمية بسرعة فائقة ونظرة ثاقبة لا تتجاهل أي تفاصيل ولو كانت صغيرة.
وفرحة أخرى لا تخصنا نحن النساء كما يقول -بعضهم- بل أراها فرحة تعم أفراد المجتمع أجمع، وهي أننا بعد أيامٍ قليلة سوف نقود السيارة، وسوف نفرح ونسعد بهذا القرار الذي منحنا إياه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله- وأنا مثل غيري من النساء فرحة باقتراب ساعة الصفر، بل إنني قمت بتأجيل مواعيد إجازتي الصيفية حتى أكون شاهداً على هذا اليوم التاريخي الذي ستخرج فيه المرأة لتقود سيارتها وسط شوارع السعودية، بعد أن تم تجهيز المجتمع فكرياً ولوجستياً لهذه الخطوة، بل وحتى المعايير التي تم فيها الترتيب لهذا الحدث من تدريب وتأهيل وتجهيزات مرورية وقانونية، كل هذه المنظومة المتكاملة تدعو للفرح والبهجة بل والفخر العظيم.
هذا الحدث الكبير بدأ في فتح آفاق جديدة داخل المجتمع، ليس من الناحية الفكرية فقط، بل كذلك من نواح عديدة تصب جميعها في صالح هذا المجتمع من جميع الجهات، سواء نوعية المهن والوظائف التي فتحت أبوابها أمام المرأة، أومشاركتها شقيقها الرجل في كثير من القطاعات التي كانت حكراً على الرجل وحده!
أقولها بصدق، إن التجهيزات القائمة لاستقبال هذا الحدث التاريخي الهام والتي جاءت في وقت قياسي هي تجهيزات عظيمة، لكننا نحتاج إلى المزيد لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي ما زالت على قوائم الانتظار لتعلم القيادة، وأن يكون لدينا المزيد من المدارس والمدربات إذا ما نظرنا إلى هذا الإقبال الكبير على تعلم القيادة من قِبل النساء.
والعيد بإذن الله ليس عيدين فقط، بل هو ثلاثة.. وكل عام وأعيادنا تغرّد بالفرح والسعادة.