كلُّ من عليها فان
فقدت محافظة الحريق الشيخ سعود بن عبد الله الهزاني، وأحدثت وفاته فجوة من الحزن العميق لجميع سكان المنطقة حاضرة وبادية، رحم الله أبا تركي الذي نشأ في بيت كرم وشجاعة وبذل للمعروف، فقد كان -رحمه الله- محباً لعمل الخير معرضاً عن مساوئ الناس لين الجانب سمح الخلق {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} أنت خلقتنا ولك محيانا وإليك مماتنا لا راد لقضائك يارب العالمين.
انتقل إلى رحمة الله الشيخ سعود بن عبد الله الهزاني وإن القلب ليحزن والعين لتدمع والفؤاد يتفطر على فقده، كان العزيز الغالي وفياً مخلصاً في عمله، كان وفياً أميناً حنوناً بشوشاً كريماً لمن يأتي إليه، عاش حياته في بيت صلاح وتقى وعبادة وكرم وكان إنساناً متواضعاً لطيفاً، ابناً وأخاً للكبير وأباً للصغير. صديقاً للجميع طيب المعشر، لا يمل مجلسه وحديثه، بيته مفتوح للجميع من حبه للناس وحب الناس له.. يتألم لما يؤلم الناس ويفرح لهم بما يفرحهم، محل ثقة وتقدير من الجميع ومن يعرفونه، كان ينصح بنصح المحب ومحبة الناصح.
هو الرجل الذي أود أن أسطر بعض كلمات الوفاء والعرفان بحقه ولا أظنها ستفي فهي ليست إلا جهد المقل، إنه ذلك الرجل الذي عرفته دائماً حكيماً كبير الهمة صريحاً صدوقاً، لم تغيره الأيام والليالي ولم تنل من همته السنون، بل هو في الواقع من زينها بعطائه وحكمته ووفائه وتفانيه وإخلاصه وبشاشته، إنه الرجل الذي أجزم أن كل من عرفه -حتى ولو لبعض الوقت- يتفق معي أنه قد تملك فيه جانبا من مودة خالصة وإعجابا عميقا، بالطبع كثير هم أولئك الرجال الذين نلتقيهم في مراحل حياتنا ولكنْ قليل هم أولئك الذين يتركون في أنفسنا أثر الوفاء العميق بحيث يبقى وجودهم فينا راسخاً نتعايش معهم في تجاربهم وحكمتهم ورؤيتهم ومحبتهم، نعزي فيه أنفسنا ومن فقده ممن أحبوه وأحبهم، كما لا يفوتني أن أخص بالعزاء والمواساة جميع أفراد أسرته واخص بالعزاء الشيخ سعد الهزاني وجميع أبنائه وأسرة الفقيد الغالي وجميع أسرة آل الهزاني وجميع محبيه وأصدقائه وزملائه وأقاربه وجيرانه، واسأل الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان، رحمه الله رحمة واسعة ورفع درجاته يوم يلقى ربه وأسكنه فسيح جناته ويعوض الجميع خيراً.. آمين.
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. وإنا على فراقك يا أبا تركي لمحزونون. لله ما أخذ ولله ما أعطى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
** **
- د. فهد بن عبدالرحمن السويدان