قد لا تصدق لكن هذه هي الحقيقة؛ فكم جنوا من ورائها من المال؛ بل ومن الشهرة أيضاً والأمر بسيط مجرد فتح حساب في تويتر، أو التعاون مع إحدى القنوات التجارية.
خاصة أن كثيرا من الناس اليوم لا هاجس لهم إلا مطاردة الأحلام، وقد وجد محبو الشهرة والمال ضالتهم فيهم؛ ففتحوا القنوات، والحسابات، والبرامج المباشرة، وغير المباشرة، والرسائل، وأرقام الجوالات تُعرض هنا، وهناك وأصبح هناك حراك خارج الواقع في المجتمع والهدف استغلال الجهلة من الناس المتعلقين بقشة هؤلاء الذين سيعبرون بهم إلى ضفة الواقع، وأحلامه المشرقة!
ونحن لا نقول كما تقول بعض مدارس علم النفس الغربية التي تعتبر الأحلام مجرد رغبات للإنسان، وإعادة لما يفكّر به في النهار. أو ما يراه (علم الأعضاء) إنها تركيب لصور وذكريات يقوم بها الدماغ؛ بل نؤمن بالرؤيا الصادقة، ونعلم أن تفسيرها ليس بالمحرم؛ ولكنه في حدود ضيقة، وعند أناس محدودين حباهم الله موهبة التفسير، إضافة إلى صلاحهم، وعلمهم؛ أما فتح المجال لكل جاهل لا يملك إلا حساباً في تويتر، أو قناة تستغله، ويستغلها، وهدف كليهمها الضحك على الناس المهووسين بالأحلام.
وتتعجب عندما تسمع، أو تقرأ الحوار الذي يدور بين هؤلاء البسطاء، والمفسرين الجدد، خاصة إذا كان السائل امرأة؛ فتجد هذا المفسر يسألها أسئلة؛ وكأنه موظف في التعداد السكاني، وفي مقدمة هذه الأسئلة بالطبع مسألة الزواج! بل نسمع أن بعض الأسر تشتت بسبب تفسير حلم ليس بالضرورة أن يكون تفسيره صحيحًا.
وكلنا نعلم أن السنة المطهرة حسمت التعامل مع الأحلام؛ ففي الحديث الشريف قال -صلى الله عليم وسلم-: «الرؤيا من الله، والحُلم من الشيطان، فمن رأى رؤياً يكرهها فلا يخبر بها، وليتفل عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من شرها فإنها لا تضره»، وهذا يكفي عن أي تفسير، أو اجتهاد من شخص قد لا يكون مؤهلاً لتفسير الواقع دون الحلم!
نتمنى، ويتمنى كل عاقل أن يتصدى المشايخ، والدعاة، والمفكرون، والإعلاميون لهذه الظاهرة التي أتعبت البسطاء وأصبحوا من خلالها ضحايا لمحبي الشهرة، والمال.
** **
Mas230123@gmail.com