«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
الضائقة الاقتصادية موجة تسونامية اجتاحت العديد من دول العالم وحصدت بالتالي المزيد من ضحاياها من الدول الكبيرة والصغيرة بعضها اعترف بما يعانيه اقتصادها من مشاكل وتحيدات والبعض الآخر كابر وحاول أن يلف معاناته في ورق «سلوفان» من قرارات وإجراءات مختلفة بعضها استطاع أن يقلّل من حدة هذه الموجة «الضائقة» والبعض الآخر لم يستطع. فخرجت المظاهرات في شوارع مدنها تطالب بعلاج ناجع لما تعانيه شعوبها . ولا يختلف اثنان على أن المظاهرات وفي مختلف الدول لو حدثت أو تم تنظيمها فلا شك أنها سوف تثير القلق وبصورة خاصة للحكومة. كما هو الحال في نظام الملالي. الذي ومنذ سنوات يعاني من هذه الظاهرة التي ازدادت خلال السنوات الأخيرة نتيجة لعدم وفاء «النظام» بما كان قد وعد به الشعوب الإيرانية من رفعه للمعاناة والضائقة الاقتصادية التي ضربت بيوت البسطاء والذين يعيشون تحت خط الفقر. وحتى الذين كانوا يوماً يعدّون من الميسورين. ولكنهم استطاعوا أن ينفذوا بجلودهم من خلال تدبير الهجرة للخارج. لينعموا بما توفر لديهم من أموال.. ومع تصاعد سعر الدولار بشكل مجنون في أسواق الصرف داخل إيران وانخفاض سعر «التومان» الإيراني بشكل أكثر جنوناً فإن كفة الميزان تميل لصالح أثرياء النظام والفساد. وتجار الحرب. إضافة إلى المتاجرين بحياة المواطن الإيراني البسيط الذي لا حول له ولا قوة. وعلى الأخص في مجالات الغذاء والدواء. لذلك نجد وكما نقلته لنا مشاهد المظاهرات والاحتجاجات التي تندد بالنظام بصورة مباشرة وعيني عينك يا تاجر كما يُقال، بل إن عبارات التنديد بقادة النظام باتت واضحة للعيان. لوحات حملت عبارات مكتوبة وصور ساخرة. كل هذا وذاك عبّرت عن صرخة المواطن الإيراني التي بدأت تعلو متحدية أمن النظام الاستبدادي. فمسكنات النظام وخطبه وإعلامه باتت لا تجدي أمام واقع الشعب الإيراني الذي انخدع في نظام «الملالي» منذ أربعة عقود.
ومن جهة أخرى نجد صرخات دائمة وموجعة يرددها في العلن وأحياناً في صمت والتي تتناقلها بين فترة وأخرى عبر ومواقع التواصل الاجتماعي تلك المظاهرات والاحتجاجات التي يرددها أبناء «الأحواز رغم القمع والاعتقالات والانتشار الأمني الواسع للحرس الثوري والأمن الإيراني. وهم يطالبون بحقوقهم وحريتهم وقبل هذا وبعد هذا العدالة والمساواة ما بينهم وبين الشعوب الأخرى التي تنتمي لدولة «النظام». وأبناء «الأحواز» الذين يحملون الهوية العربية ومنذ القدم. والذين يعيشون حياة التهميش. وتحت أراضيهم الغنية بالنفط وحقوله.. وكل من شاهد أو عرف أو قرأ عن «الأحواز» يشعر بالمرارة والألم لما وقع على هذا الشعب العربي الأبي. ولا أريد أن أضيف إلى ما يتكبده أبناء «الأحواز» من معاناة ومأزق في مختلف مجالات حياتهم. فهي كثيرة ومحزنه. لكن الشيء المؤسف هو أن الأمم المتحدة كأنها تؤمن بتلك المقولة التاريخية «لا أسمع لا أرى ولا أتكلم» وهل معقول أمم متحدة بجلال قدرها عاجزة عن التصدي لنظام «الملالي» الذي سرق «الأحواز» كما سرق بعد ذلك الجزر الإماراتية الثلاث، بل تطاول على جيرانه فمد يده للعراق وسوريا وحاول أن يمد يده بعيداً إلى «اليمن السعيد» لكن ولله الحمد والمنة. وقوف المملكة ودول التحالف بترت يده وأصابته في مقتل. وها نحن نتوقّع أن يتحقق النصر في اليمن بإذن الله؟!