فهد بن جليد
فزعة سلمان أخمدت نار الفتنة في عمَّان، وفضحت المُتآمرين الحقيقين على الأمة، ذلكم هو لبُّ القصة التي حدثت بجوار مكة المكرمة في أواخر ليالي شهر الرحمة, عندما اجتمع (أربعة أشقاء) تربطهم علاقة الأخوة الصادقة، والمصير المُشترك، للتباحث حول سُبل الخروج بالأردن من ضائقته المالية التي كادت تعصف به للانزلاق نحو دوامة الخراب والدمار التي اجتاحت دول ما يُعرف (بالربيع العربي)، الذي هو من مُخطط أعداء وخونة الأمة، فدعوة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لإخوته قادة الكويت والإمارات وبحضور الملك عبدالله الثاني لقمة مكة جاءت كالبلسم الشافي على قلب كل عربي ومسلم، لأنّها تنبئ بالخير في شهر الخير بتكاتف العرب والمُسلمين من جديد، في مرحلة تقود فيه المملكة أشقاءها للخروج من الأزمات وتذليل الصعاب وإصلاح البيت العربي أولاً، بمثل هذا التحرك الذي مهدَّ لاستقرار الأردن الشقيق، ونزع فتيل الفتنة فيه, بتفويت الفُرصة على أعداء العروبة والإسلام الذين يتربصون بدولنا ومنطقتنا شراً، ويُحاولون إكمال مُخططاتهم التخريبية عبر (أدواتهم الخبيثة) المُندسة بيننا.
قمة مكة فضحت خساسة وسوء نية وخبث نظام الحمدين وأدوات جماعة الإخوان وإيران ومن ورائهم، ممَّن حاولوا وضع الأردن في هذا المأزق، بتراجع النظام في الدوحة عن الإيفاء بتعهداته السابقة, ومحاولاتهم الخبيثة لإشعال نار الفتنة بين الشعوب والحكام، عندما واصلت (قناة الجزيرة)كشف نفسها ومُخططات من يقف وراءها في شرق سلوى ببث أكاذيبهم، باتهام السعودية والكويت والإمارات بالضغط على الأردن لبيع القدس فيما يُعرف (بصفقة القرن), الخدعة التي يُحاولون الترويج لها واستمالة عاطفة الشارع العربي بها, ولكنَّها تتحطم كل يوم أمام المواقف العربية والإسلامية الكبيرة والثابتة التي تقوم بها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، من أجل الحفاظ على مقدسات ومُقدرات الأمة، وكشفت عن نذالة هؤلاء حتى في التعامل مع الكويت والشيخ صباح الذي حاول مد يد المُساعدة لنظام الحمدين للخروج به من المأزق الذي وضع نفسه، وإيجاد مخرج له.
سيذكر التاريخ والعرب مثل هذه المواقف الكبيرة التي اعتادوا عليها من السعودية وقادتها الكبار، بل إنَّ الدول الثلاث باستجابتها لدعوة الملك سلمان تؤكد معاني الأخوة وأنَّها تعمل جنباً إلى جنب مع السعودية ومصر والدول الأخرى الكبيرة والمُحبة للسلام في المنطقة العربية، من أجل حل الأزمات وإخماد نيران الفتنة فيها، ومواجهة الفوضى والخطر الإيراني والجماعات الإرهابية التي تُسانده.
وعلى دروب الخير نلتقي.