فضل بن سعد البوعينين
لا يعلم حجم معاناة مرضى الفشل الكلوي إلا من أبتلي بالمرض؛ أو أسرته الحاضنة له؛ أو أصحاب القلوب الرحيمة ممن أعانهم الله على تتبع حالات المرضى وتوفير الخدمات العلاجية والمجتمعية لهم. رحله طويلة مع الألم والمعاناة؛ وتزداد ألماً متى فقد المريض فرصة الحصول على سرير في أحد المراكز المتخصصة لغسيل الكلى أو المستشفيات الحكومية؛ أو عجز عن توفير تكلفة الغسيل.
أنفقت الدولة؛ رعاها الله؛ المليارات لتوفير مراكز غسيل الكلى؛ في جميع مناطق المملكة؛ إلا أن تزايد حالات الإصابة بالفشل الكلوي بات في حاجة إلى رعاية أكبر؛ ومراكز غسيل تصل المناطق النائية قبل المدن الرئيسة؛ إضافة إلى حاجتها الملحة للشراكة المجتمعية الداعمة لتوفير الخدمة والرعاية الاجتماعية الموازية وبرامج التوعية المتخصصة.
جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية الفشل الكلوي (كِلانا ) من الجمعيات المباركة التي اهتمت بمرضى الفشل الكلوي من الجوانب التوعوية؛ العلاجية والمجتمعية. خدمات جليلة تقدمها الجمعية لمرضى الكلى المحتاجين، من السعوديين وغير السعوديين ممن أُصيبوا بالمرض في السعودية، يمكن أن نطلق عليها (الخدمات الشاملة)، وتتضمن تأمين الخدمات الطبية والخدمات المساندة كخدمة الغسيل، توفير الأدوية، وتأمين خدمات النقل، والرعاية الطبية الطارئة، والمساعدة الاجتماعية؛ إضافة إلى برامج التوعية التي باتت تشكل ركناً مهماً في التعامل مع المرض. يؤكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز؛ رئيس مجلس إدارة الجمعية؛ على أن «دور جمعية كلانا هو مكمل لدور قطاعات صحية مختلفة». الشراكة بين الجمعية والقطاعات الصحية تساعد على تحسين الخدمات وتوفيرها؛ وتعزيز الجوانب البحثية والتوعوية في المجتمع؛ كما توفر البديل المناسب لمن لا يمتلك أهلية العلاج المجاني؛ ولا يستطيع تحمل تكاليف العلاج. استوقفني مؤخراً إعلان خاص بـ «البرنامج التعليمي والتدريبي» الذي تقدمه جمعية كلانا لمرضى الفشل الكلوي والزارعين للكلى والمتبرعين بها وذويهم من الدرجة الأولى؛ والذي تسهل من خلاله الجمعية، إجراءات التسجيل والقبول لشغل المقاعد الدراسية المخصصة لهذه الفئة الغالية. برنامج طموح تجاوز في تقديم خدماته المجتمعية المرضى؛ إلى أسرهم والمتبرعين؛ في بادرة جميلة تكشف عن إنسانية القائمين على الجمعية؛ وحرصهم على الخدمات المجتمعية إلى جانب الخدمات الصحية المهمة. اهتمام الجمعية بمتبرعي الكلى من الأمور اللافتة والمحفزة على أعمال الخير؛ وإنقاذ البشر؛ ولعلي أشير إلى دور الجمعية المحوري في إعداد برنامج التبرع بالأعضاء بين الأحياء غير الأقارب والذي أسهم في إجراء مزيد من عمليات نقل الكلى محلياً؛ بعد إصدار التشريع الخاص بنقل الأعضاء البشرية.
جهود جمعية «كلانا» المباركة في حاجة إلى دعم المجتمع؛ وإيجاد التمويل المستدام لأنشطتها. المجتمع بمكوناته المختلفة مسؤول أمام الله عن مد يد العون للمرضى المحتاجين، وتقديم الدعم المستمر للجمعية كي تتمكن من خدمة المرضى في جميع المناطق. رجال المال والأعمال مطالبون بتخصيص جزء من أرباح شركاتهم للمسؤولية الاجتماعية ومنها دعم الجمعيات المتخصصة، أما المواطنون فقد توفرت لهم سبل التبرعات الإلكترونية الآمنة، والجمعية المتخصصة التي تعمل وفق معايير الخدمة الاجتماعية والرعاية الطبية العالمية.
رسالة واحدة بعشرة ريالات إلى الرقم 5060 أو اشتراك شهري بمبلغ 12 ريالاً لن يُغير شيئاً يذكر في فاتورة الجوال المثقلة بمكالمات غير ضرورية، إلا أنها ستفتح أبواب الخير والبركة لمرسليها. جمعية «كلانا» والجمعيات المتخصصة الآخرة في حاجة دائمة للدعم المالي الذي سيعينها؛ بإذن الله؛ على استدامة خدماتها المتميزة للمجتمع.
شكرا للأمير أحمد بن فهد
حصد فيديو «رقصة الفرح» العفوية التي أداها الطفل «سيف» بعد نجاح عملية نقل كلية له؛ وإبلاغه بتوقف جلسات الغسيل؛ عدد مشاهدات مرتفعة؛ وحظي بتغطية إعلامية جيدة. تصرف طفولي عفوي؛ لم يخل من المعاني العميقة والمؤثرة. الأمير أحمد بن فهد بن سلمان؛ نائب أمير المنطقة الشرقية؛ شارك الطفل ووالده بفرحة نجاح العملية؛ وأستقبلهما في مكتبه. مبادرة جميلة وإنسانية ليس للطفل سيف فحسب؛ بل ولمرضى الفشل الكلوي والمتبرعين والتلقين؛ تستحق الإشادة والشكر والتقدير.