د. صالح بكر الطيار
تبقى على انقضاء شهر الخير أيام قلائل، أعاده الله على الأمة الإسلامية أزمنة مديدة.. تمر الأعوام ونحن نرفل بالخير والسخاء في وطن الخير بلدي المملكة العربية السعودية.. إنجازات الوطن كثيرة ومتعددة ونحن ماضون في دروب الخير إلى العالم الأول كوطن نموذجي في تخطيطه ونتاجه..
هنالك نموذجان للبطولة والشرف يمثلان فخرًا لكل مواطن سعودي، وهما جنودنا البواسل على الحد الجنوبي الذين يحمون تراب الوطن ومقدراته بأرواحهم ودمائهم ويضعون أنفسهم دروعًا لهذا الوطن.. والنموذج الثاني رجال الأمن العاملين في قطاعات الدولة وفي منافذها ويسهرون على راحة المواطن والمقيم ونشر الأمن والأمان والوقوف ضد كل مجرم أو من يحاول تعكير صفو الأمان.
يتابع العالم بأسرة ملاحم البطولة لجنودنا الأبطال على الحد الجنوبي وهم يستشهدون للذود عن هذا الوطن وهم صائمون يقومون بواجباتهم وقد تركوا أسرهم ومنازلهم ووقفوا تحت حرارة الشمس ولهيب الأرض في درجات حرارة عالية وأجواء مناخية متقلبة ليقوموا بالدفاع نهارًا والسهر ليلاً لمنع أي اعتداء على ذرات تراب الوطن، وها هم يسجلون الانتصارات ويحبطون يوميًا عشرات المحاولات لميليشيات الحوثي المارقة وحماية الحد بكل جد وحزم وبطولة وبسالة تنم عن وطنية عميقة وفداء كبير لهذا الوطن لا يتكرر ولا يوجد في أي بلد من بلدان العالم. وهذا ديدن أبناء الشعب السعودي الكريم الحر الأبي الذي يبذل الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن الكبير.
وتابعت ملاحم أخرى من البطولة لرجال الأمن وهم يسجلون الإنجازات بمنع دخول المخالفين وضبط المطلوبين أمنيًا وإحباط عمليات التهريب. ورايتهم في مشاهد كبرى كانت وستظل حديث العالم عبر شعوب يأتون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء فريضة العمرة والزيارة، حيث يقوم رجال الأمن بجهود جبارة جدًا في إدارة الحشود وتسيير تنقل مئات الآلاف من القادمين من كل فج عميق من كل أصقاع الأرض بلغات مختلفة، حيث يقومون على خدمتهم والقيام بعمل ميداني متميز، وهنالك طواقم أخرى تعمل في غرف العمليات والقيادة والسيطرة في منهج عمل لا ينقطع على مدار الساعة.
وجهات للبطولة التي يقوم بها رجال الأمن والجنود المرابطون تنقل مشاهد كبرى إلى العالم أجمع مما يجعلنا نضيف الإنجاز تلو الآخر من خلال الأعمال الوطنية التي تؤكد الوطنية الصادقة وتلاحم القيادة مع الشعب لترسل إلى الحاقدين والحاسدين من أعداء الوطن ومخططي الفتن رسالة مفادها إنها السعودية وهؤلاء أبناؤها وهذه إنجازاتها مما يسجل عليهم الهزائم المتتالية مقابل انتصاراتنا.
في كل أرجاء الوطن وحدوده لنا مواعيد مع الملاحم البطولية الوطنية التي تملأ أنفسنا بالفحر والشرف.. ونحن في أيام مباركات فإننا ندعو الله لهؤلاء الأبطال بالعون والتوفيق بالنصر المبين وأن يسدد رميهم وأن يهزم عدوهم وأن يتقبل الشهداء منهم وأن يشفي المصابين وأن يجزيهم عنا خير الجزاء وأن يجعل ما يقومون به في موازين أعمالهم.