أحمد المغلوث
إن القارىء في تاريخ الأمم كل الأمم سوف تدهشه ظاهرة محمودة تدعو للتوقف والتأمل، هذه الظاهرة هي التشابه الغريب في العلاقة القوية والمتوارثة ما بين الشقيقتين المملكة والإمارات. ولا عجب في ذلك فهناك صلات دم وعلاقات أسرية ما بين المواطنين في كلتا الدولتين. صلات قديمة وعميقة ومتجذرة بل إن جل الأسر الإماراتية التي تنحدر من قبائل عربية أصيلة هي في الأساس قبائل نزحت من عمق الجزيرة العربية التي هي قبل وبعد المملكة. ومن هنا نجد أن العلاقة ليست علاقات اقتصادية أو سياسية فحسب وإنما هي أكبر من ذلك بكثير إنها علاقة دم وجذور تتعزز يوماً بعد يوم. وهكذا نجد أن العلاقة الدائمة نابعة من أساس طيب إنها كالشجرة الطيبة التي نمت وسمت بفضل هذا الأساس وتلك الجذور الضاربة في أعماق الأرض. فلا دهشة بعد ذلك عندما نرى كيف باتت وأصبحت العلاقة بين البلدين الشقيقين، لقد تناول كتاب الرأي وكذلك أعمدة الصحف والمجلات بل كتبت العديد من التحليلات والتأويلات عما حدث الأسبوع الماضي بين القيادتين السعودية والإمارات. فلقد كتب الكثير عن زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للمملكة ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. إن العلاقات بين البلدين الشقيقين تعززها علاقة شعبين لهما امتداد ثقافي، واجتماعي، وجغرافي، لا يمكن التشكيك فيه..ولا شك أن ما كتب وما سوف يكتب في هذه الصحيفة وغيرها من صحف المملكة والخليج وحتى الدول العربية التي رأت ما رأت من نجاح كبير للعلاقة السعودية الإمارتية وما تم الاتفاق عليه من خطط وبرامج استراتيجية دائمة للدولتين في مختلف المجالات يعكس مبادىء السياسة الخارجية في المملكة نحو الدول الشقيقة فكيف بالشقيقة الإمارات التي كانت وما زالت سباقة في تأكيد علاقتها وإخلاصها وتميزها في المحافظة على ما بينها وما بين المملكة من أخوة وصلات منذ عهد المؤسس- طيب الله ثراه-. وبعد ذلك أبناؤه من الملوك- رحمهم الله- وصولاً للملك سلمان بن عبدالعزيز- أمد الله في عمره- وولي عهده الأمين محمد بن سلمان.. والأمر كذلك نراه واضحاً وجلياً فيما يحدث من اتفاقات وتحالفات مشتركة بين المملكة والإمارات جميعها تجسد اهتمامهما بالمصير الواحد الذي نكاد نلمسه في تطابق وجهات النظر. والحرص على التشاور في شتى المجالات، أكانت اقتصادية أم أمنية أم سياسية، وأيضاً مفات تمس أمن واستقرار المنطقة وحتى دورهما في قضايا الأمة العربية وحتى الإسلامية والعالمية.. العالم كله تابع ما حدث من اتفاقية ما بين المملكة والشقيقة الإمارات من أجل أن يعرف ويدرك المزيد مما تضمنته هذه الاتفاقية أوما تهدف إليه من رؤية مستقبلية وخطط طموحة تضمنت العديد من المشاريع الحيوية ذات المنفعة المشتركة بين البلدين. وأحسب ان من أهم الجوانب التي جسدتها الاتفاقية وزيارة سمو الشيخ محمد بن زايد للقيادة السعودية هو اهتمام القيادة الإماراتية وحرصها الدائم على الاستئناس بالأخذ برأي القيادة في المملكة في شتى المجالات لما تتمتع به قيادة الوطن من حكمة وحصافة وتجربة ثرية في شتى المجالات.. وماذا بعد نخلص من هذا أن العلاقة الراسخة والمتجذرة بين المملكة والإمارات. هي علاقة دائمة وأبدية ومتجذرة. وفق الله القيادتين الشقيقتين لمستقبل مشرق لشعبيهما الشقيقين. إنه سميع مجيب؟!