«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
هاهو شهر رمضان المبارك الشهر الفضيل شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، نسأل الله أن يبلغ الجميع فضل وأجر ثواب هذا الشهر وأن يمن الله على الجميع بالعفو والعافية.. ها هو يوشك أن يودعنا فنحن الآن في العشر الأواخر من أيامه ولياليه. يودعنا ونحن نبتهل إلى الله جميعاً أن يعيد الله علينا بالصحة والسعادة، وبهذه المناسبة الكريمة أحب أن أشير في هذه «المقالة» لهذا اليوم وأذكر الأحبة قراء عزيزتنا «الجزيرة « ببعض المفاهيم الاقتصادية أن نتهيأ ونهيىء أنفسنا ونحاسبها ونعيد تقويمها ونراجع أعمالنا فنتوب عن الذنب ونستغفر الله عن التقصير والتفريط ونطلب من الله أن يوفقنا إلى المزيد من العمل الصالح، علينا أن نبادر بحب الآخرين والصفح عنهم ومغفرة إساءتهم حتى نطمع أن يغفر لنا أن نسامح حتى يسمح لنا أن نوصل حبل المودة والمحبة بين الأهل والأقارب حتى نصل إلى الله أن ننفق في محبة الله وطاعته حتى ينفق علينا، وأن ندفع بالتي هي أحسن مع الأعداء قبل الأصدقاء وبذلك نكون حقاً مما عرف فضل وأهمية هذا الشهر قبل أن نودعه ونستقبل عيد الفطر المبارك. ويعرف الجميع أن مختلف الأسر في بلادنا وغير بلادنا كان معدل صرفها خلال الشهر المبارك كان معدلات مهولة بل وصلت إلى أعلى معدلات في المملكة وهذا بدوره مؤشر طيب يدل على زيادة الإنفاق بشكل عام في هذا الشهر الفضيل عن بقية أشهر العام الاخرى ولكن السؤال المهم هو هل هذه الزيادة معظمها موجهة إلى الإنفاق على أوجه البر والخيرات وأن معظمه موجهة للإنفاق على المأكل والمشرب والملبس؟ من حيث المبدأ لا يوجد اعتراض على زيادة الإنفاق في شهر رمضان ولكن المطلوب هو ترشيد هذا الإنفاق، فالمفروض أن يقلل النظام الاستهلاكي خلال الشهر الكريم إلا أن معظم الناس يعتبر شهر رمضان فرصة لزيادة الإنفاق الاستهلاكي تنبع من عدة طرق منها. محاولة شراء مواد غذائية تموينية زائدة عن الحاجة لكامل الشهر مقدماً وكأنما الأسواق ستقفل في هذا الشهر، وبهذا بطبيعة الحال سيؤدي إلى زيادة الطلب، وبالتالي أن ذهاب العائلة بالأطفال للتسوق في شهر رمضان لشراء مستلزمات العيد من ملابس وأشياء أخرى لها علاقة بالعيد مما قد يؤدي إلى شراء حاجات لا داعي لها سوى أن كل فرد وطفل من أفراد العائلة تدفعه نفسه إلى الشراء من أجل الشراء فقط بدون أن يكون هناك أي مبرر له.. وكثير من الناس يعتقد أن كثرة وتعدد أصناف الطعام على مائدة الإفطار هي سة ومظهر.
لا شك أن الإنفاق في سبيل عمل الخير والبر لا حصر له على مدار العام بشكل عام وفي شهر رمضان بشكل خاص، ولكن الإسلام حدد ونظم أهمية الأولوية في عمل الخير فالأولى هم الأهل أولاً ثم الأقارب ثم الأقربون ثم الآخرون، فابدأ بأهلك فهم الأحق بالإنفاق ثم بالأقرباء ثم الآخرون هم جمعيات البر المنتشرة في المملكة، فهذه الجمعيات أعرف وأقدر منك بمن هم في حاجة للمساعدة بالنسبة للدعم. مما قل أوكثر ما تود أن تنفقه في عمل الخير فجمعيات البر ما قامت إلا أن تحقق الهدف السامي لخدمة المنفق والمنفق عليه بطريقة تحفظ للاثنين كرامتهما وماء وجههما بدون منِّ أو أذى، فهناك العديد ممن تحسبهم أغنياء من التعفف، ولكنهم لا يسألون الناس إلحافاً لا تعرفهم أنت ولكن جمعيات البر تعرفهم وتعرف كيف توصل لهم ما تنفقه أنت بشكل يحفظ لهم كرامتهم ويصون عرضهم. صدقة الفطر المبارك، وأود بهذه المناسبة أن أطرح رأياً آمل ان يحالفه الصواب وهو أن تقوم جمعيات البر المنتشرة في المملكة بإصدار إيصالات بقيمة زكاة الفطر تباع نقداً لدى الشركات والبنوك في المملكة، فيقوم الشخص بشراء هذه الإيصالات ويدفع قيمتها نقداً ثم تتجمع هذه الايصالات في حساب خاص لكل جمعية بر لكل منطقة ومدينة في المملكة، ويبدأ بيع هذه الإيصالات من بداية شهر رمضان المبارك إلى نهاية يوم 28 من شهر رمضان المبارك تقوم جمعيات البر بجمع وحصر تلك الأموال لشراء مواد غذائية مقبولة شرعاً كزكاة للفطر، وفي نفس الوقت مقبولة من كل بني الانسان، وبهذا قد حققنا الهدف السامي من إخراج زكاة الفطر المبارك لمن أخرجها ولمن يجب أن تعطى له، وسوف يكون له مردود عظيم حيث ستقوم جمعيات البر في المملكة بشراء مواد غذائية كالأرز والحبوب وتوزيعها عن طريقها إلى المحتاجين في المملكة بشكل يكفي هؤلاء المحتاجين، وكان لها مردود كبير في إطعام ملايين المحتاجين في مشارق الأرض ومغاربها، وأعتقد أن إيصالات زكاة الفطر المبارك ستجمع منها عشرات الملايين في بوتقة واحدة في حساب كل جمعية من جمعيات البر في المملكة تمكنها من شراء مواد غذائية بكميات ضخمة تقوم بتوزيعها على كل المحتاجين فعلاً لها وتعطيه كفايته وتسد حاجته لما تبقى من العام.