مهدي العبار العنزي
منذ أقدم العصور فإن الخلافات موجودة والتوافق موجود والنزاعات موجودة والحروب موجودة وكل هذه الأشياء ينهيها الصلح ويقضي على جذورها التحاب والتعايش السلمي، نعم في العالم بأسره هناك الكثير من الفتن ومن المتناقضات ومن التناحر حتى بين أقرب الناس إلى بعضهم البعض، هناك الخلافات وهناك اختلافات كبيرة في التوجهات وفي الآراء ووجهات النظر وهذا كله في مقياس عقول البشر لا يعتبر من العيوب التي يوصم بها الشعوب أو الأفراد لأنها طبيعة بشرية، ولكن العيب بل كل العيب الغدر والخيانة والطعن من الظهر لأن ذلك لا يأتي إلا من أناس تجردوا من كل القيم والفضائل ومن كل مكارم الأخلاق التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف وأقرتها كافة الشرائع السماوية، بكل أسف نشاهد في العالم اليوم وخاصة في الوطن العربي كل هذه الممارسات المشينة التي تحطم الآمال وتقضي على طموحات الأجيال؟ إنها أعمال ترقى في أساليبها إلى مستوى الغدر الذي لا يقره ولا يتعامل معه إلا من يجيدون صناعة الغدر ويتعاملون معه، تقول لهم عقولهم المهترئة أنهم يحققون ما يطمحون إليه من أحلام وأوهام زينها لهم الشيطان ليتنكر والوطن احتواهم. وحماهم. وعاشوا معززين مكرمين مناطقه ومحافظاته وقراه. ثم خانوا أماناتهم. وغدروا بأمتهم. وأصبحوا جواسيسا يتجسسون على بلادهم لصالح الأعداء يزودونهم بمواقع حساسة ومهمة لكل مواطن.
هل سأل أحدهم نفسه أين الغيرة أين المروءة أين الشهامة أين حب الخير أين الوفاء أين الولاء؟
إنه عمل ممقوت عمل من الأعمال التخريبية لا يمارسه إلا من ينتمي إلى الطابور الخامس هل فكر هؤلاء في يوم من الأيام بالآيات القرآنية التي تحرم وتجرم التجسس وبالأحاديث النبوية الشريفة التي تنهى عن هذا العمل الذميم ألم يعلم هؤلاء بأن التجسس عمل ذميم لا يمارسه ولا يقدم على فعله إلا ضعفاء النفوس الذين يبيعون أوطانهم بحفنة من الدراهم وأنه بعيد كل البعد عن عمل الصالحين المؤمنين المتقين لأن هذا الفعل هذا العمل محرم في القرآن والسنة المدرك هؤلاء الخونة بأن للمملكة ربًا يحميها ثم أن هناك رجالاً يسهرون من أجل رفعتها وازدهارها وتطورها وحماية ممتلكاتها ومكتسباتها وصون كرامة شعبها ومقدساتها إنهم حماة الوطن رجال الأمن الذين يردعون الجواسيس ويقضون على أهل الضلالة والفتن اللهم انصر جنودنا وثبت أقدامهم.