{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} هي آية نفزع إليها لتخفف عنّـا المصاب، فنسلّم ونستسلم لمن إليه المرجع والمآب لكن ربنا علم عن ضعفنا بالذات إزاء هول الفراق فأوجب العزاء ، وهو لغة: الصبر، كما والتعزية هي التصبر، أومعناها (الحمل على الصبر بذكر ما يسلي المصاب وتخفيف حزنه) مما يهون عليه مصيبته وإلا فهذه سنة ماضية.
فلا المعزَي بباق بعد ميتة
والمعزِي وإن عاشا إلى حين
.. لكني لم أتمالك أن أمسك قلمي ولو على هون كي يحبر عن رجل تقف أبعاد لفظة الرجولة اجلال له بحق ابن العم/ عبدالله بن صالح بن محمد المطلق الذي غيّبه أجله في أيام شهر مبارك عظيم ..يذهلك بأمور ليس الحبابة وروحه الجميلة الا جوانب منها، أما اللبّ فقد كان (لو) أتيت إلى التعامل المباشر فهو في المقدمة وما كان منه في خدمة أقاربه وكل من استنصره لأمر( لا يتجاوز النظام) إنما يتجوّز في صنيعه خير شاهد..
هذا يوم كان على رأس الوظيفة، إذا كان على رأس الخدمة وأهبة الاستعداد والإمداد إن لم يكن الطلب وفق مجاله العملي ، شهد له بهذا القاصي قبل الداني و هذا بلا شك هو (الخير المتعدي) الذي قال به الحبيب صلى الله عليه وسلم في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي? أنه قال: ((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته،)) وفي الصحيح من حديث أبي هريرة عن النبي? أنه قال: ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )) هذا يكفي وشافع من عهدنا واقع/
قال الشيخ أحمد القاضي: حدثني -ابن عثيمين- أنه رأى شيخه السعدي في المنام بعد موته بليالٍ على حال حسنة فسأله: ما أعظم ما نفعك عند الله؟
فقال: نفع الخلق أو قال: الإحسان إلى الناس.
كذلك كانت الابتسامة ووطء الكنف منه بلغة غاية فلا أعهده إلا باسما يستقبلك وملاطفا يماتعك وإن سألت عن صحته التي أنبأ عنها جسده في سنينه الأخيرة ما يكفيك مؤونة السؤال أو التكلف لاستقصاء الحال ألفيت ابتسامته ولا شيء غير الحمد لله و... سبحان الله !، فقد كان له فترة ليس بالقصيرة وجسده هزيل و....... لكن ابتسامته لا تغيب، لا يشكي ولا يبدي عما يقاسي.. نهجه نهج يعقوب عليه السلام يوم صدع لأبنائه(صبر جميل..)، قال ابن عباس رضي الله عنه: «الصبر الجميل.. ذاك الذي ليس معه شكوى» لا أريد الأطراء فالموتى هم (دائما) مكان ذاكا لكن هي مفردات نفرت عن مدادي بلا اختياري.. لإن الفقيد حاز مكانة كما وله أثر طيييب ممتد في أفق غالب من عرفه.. أكثر مما له في خُلد أحبابه ربي تقبل أخانا الغالي، وابن العم(أبو بدر) بقبول حسن ومآل حسن وارحمه برحمتك الواسعة وقابله بمغفرة كبيرة.
** **
- عبدالمحسن بن علي المطلق