شقيقان عزيزان على قلبي هما وأسرتهما الكريمة خطفتهما يد المنون والأجل المحتوم في عام واحد فما كدنا نلملم جراحنا وآلامنا بفقد الصديق العميد سعود حامد العمراني الحارثي بعد مرض عضال وبعد صولاته وجولاته المشرفة في خدمة وطنه من خلال عمله ومسيرته الأمنية التي كان آخرها عمله كمدير لقوات الأمن الخاصة بمنطقة مكة المكرمة الذي أجمع الناس وكل من عرفه على حبه وتقديره وكريم صفاته وأخلاقه وإخلاصه لعمله ومسؤولياته وواجباته رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان.
سريرة ود يوم تبلى السرائر
ستبقى له في مضمر القلب والحشا
وما كدنا نداوي ألم فقده ورحيله حتى فوجئنا بالخبر الصاعقة على نفسي وعلى الجميع من الأصدقاء والأقرباء برحيل شقيقه الآخر العقيد ماجد حامد العمراني الحارثي الذي آثر أن يرحل عنا في هدوء تام وبدون أي مقدمات لينقل إلينا نبأ وفاته بتاريخ 14 رمضان 1439هـ ولتتم الصلاة عليه بأطهر البقاع مكة المكرمة عصر اليوم الثاني فلله الحمد على قضائه وقدره وله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده في كتاب.
وحينما تلقيت هذا الخبر تذكرت (ماجد) ذلك الشاب الذى كان إلى جانب إخوانه يبعث الحيوية والطاقة الإيجابية لكل من حوله في مدينته الطائف التي ولد ونشأ بها والتي هي أيضاً تبكي فراقه، وتذكرت العقيد (ماجد) ومسيرته الأمنية المشرفة منذ تخرجه من كلية الملك فهد الأمنية عام 1409هـ وتنقله في العمل الأمني الشرطي بدءًا من عمله في شرطة الطائف وتنقله بين عدد من أقسامها وضواحيها وقراها إلى شرطة الحدود الشمالية ومدنها إلى شرطة جدة وأقسامها التي كان آخرها مديراً لمركز شرطة حي السامر حتى توفاه الله. وتذكرت ماجد الابن البار لوطنه طيب النفس الوفي الذي لم يسمع منه الجميع يوماً قط كلمة سوء أو تعاملاً غليظاً بل كان يتعامل مع الجميع بالبشر والسماحة والكلمة الطيبة -رحمه الله رحمة الأبرار- وجزاه بما قدم وعمل وأنجز لوطنه وقيادته خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته.
أخي الفقيد الصديق ماجد العمراني أبو حامد إن فراقك صعب وترك أثراً عميقاً عند محبيك وأصدقائك وأقربائك وزملائك، ولكن ما يخفف علينا ألم الفراق هو أن الموت سنة الحياة الماضية وهو الحقيقة الوحيدة التي لا خلاف عليها ولا استثناء منها، فالموت باب وكل الناس داخله، وإنك غادرتنا إلى جوار ربك في أفضل الشهور عند الله وفي ليلة فضيلة من ليالي رمضان المبارك، وأنك انتقلت من دار الفناء إلى دار البقاء والنعيم الدائم بإذن الله تعالى.
أخي وصديقي ماجد العمراني إنني أعزي فيك نفسي وأعزي فيك الوطن وكل بيت في قبيلتك العمارين لأنك فقيدنا جميعا مثلما أنك فقيد عائلتك الكريمة آل الصاهلي التي لا أنسى أن أعزيها أيضاً فيمن اختطفتهم يد المنون هذا العام من أسرتهم وأخص بالذكر الفقيد العصامي أحمد بن خلف الصاهلي العمراني وما عرف عنه من طيب المعشر والخلال، والزميل الصديق ناصر بن محمد الصاهلي العمراني صاحب التجربة الإدارية الطويلة في الشؤون الصحية بالطائف وقبلهم والد الجميع العم مصلح بن صالح الصاهلي العمراني الذي كان يظلل الجميع بأبوته الحانية وقلبه الكبير وحكمته الواسعة وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم لهؤلاء الراحلين عنا جميعاً أن يرزقهم الجنة وأن يبدلهم داراً خيراً من دارهم وأن يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة وأن يؤنس وحشتهم إنه على ذلك قدير، وأخص بالعزاء في فقيدنا العقيد ماجد أعمامه الأفاضل عقاب وعواض وعبدالعزيز وسعد وإخوان الفقيد وعلى رأسهم شقيقهم الأكبر اللواء يوسف حامد الحارثي وعبدالله ومحمد وزوجة الفقيد وأبنائه وأبناء عمومتهم من عائلة الصاهلي الحارثي وأقول لهم رزقكم الله الصبر والاحتساب والسلوان والحمد لله أولاً وأخيراً على قضائه وقدره و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- مشعل الحارثي