سعد السعود
واقتربت ساعة الصفر.. ودانت لحظة الحقيقة.. أنفاس تترقب.. وقلوب تخفق وتنبض.. ومشاعر قلقة لا تكاد تهدئ.. وأفكار متضاربة تجمع بين النقيض والضد.. لا صوت يعلو على كأس العالم.. لا أحد.. العالم أجمع سيتسمر يوم الخميس أمام شاشات التلفاز ويشاهد.
ونحن لسنا بمنأى عن العالم.. ذات الأمر يأسرنا.. بل لدينا علاوة على أهمية المناسبة مشاركة منتخبنا.. فبعد غياب لبطولتين ماضيتين هاهو يعد.. والأمل أن يكون الحضور هذه المرة مختلفا.. ولعل تكرار ذكرى 94 م سيكون أفضل مشهد.. وبعد تلك الوديات الثقيلة آن للاعبينا أن يعتمروا قبعة الثقة.
فالحضور الرائع أمام منتخب ألمانيا هناك في ألمانيا جعلنا نشعر بالتفاؤل لما هو آت.. كيف لا؟ والخصم كان بطل العالم.. والمصنف رقم واحد في تصنيف الفيفا لآخر شهر.. نعم كان الحضور مميزاً والنتيجة مقبولة.. بل أن الدقيقة تسعين كادت أن تحمل التعادل.. ولا يقتصر الأمر على النتيجة فقط بل كان الأداء لافتاً.
عموماً فبظني أحسن القائمون على المنتخب في البرنامج الإعدادي قبل ركلة البداية للمونديال.. فأن تلتقي بلجيكا وإيطاليا وألمانيا.. فضلاً عن لقاءات الجزائر وبيرو وأوكرانيا.. كل ذلك زرع في لاعبينا الثقة التي طالما افتقدناها في المنافسات الكبرى.. أضف لذلك ارتفاع ثقافة اللاعبين في مواجهة الجماهير الغفيرة وعدم الركون للخوف.. لنشاهد ارتفاع وعي لاعبينا.. ونلمح الكثير من مهاراتهم والجميل من عطاءهم.
واليوم ونحن على بعد أربعة أيام من افتتاح كأس العالم آن للاعبينا أن يضعوا كل تلك الأمور في زادهم عند مواجهة المستضيف.. فروسيا مهما قيل عن مستواها إلا أنها تتسلح بسلاحي الأرض والجمهور.. ولذا فعدم الانخداع بالعطاء في بعض الوديات وتحديداً ضد ألمانيا هو ما نحتاجه في أول لقاء.. بالإضافة إلى الهدوء وقمة التركيز في دقائق اللقاء الأولى.. فكلما تقدم الوقت انتقل الضغط للمنافس وخف الحمل على لاعبينا.. وعندها بإذن الله ستكون النتيجة مشرفة هناك في روسيا.
أخيراً.. كل أملي من كل الإعلاميين وحتى الجماهير بالوقوف صفاً واحداً مع المنتخب.. فيجب الآن أن تتلاشى الألوان وتتوحد في الأخضر.. ويجب أن نركل جانباً الخلافات عن إشراك هذا اللاعب أو ذاك.. ونبتعد عن انتقاد اللاعبين بناءً على مسميات أنديتهم.. فمن يعشق الأخضر عليه أن يصفق لكل من يمثله أياً كان ناديه ومهما كانت ميوله.. فالحديث الآن عن اسم المملكة العربية السعودية لذا مخجل أن ينزوي القول في ركن غير هذا.. بالتوفيق للرجال في المونديال.
خاتمة
الله البادي ثم مجد بلادي.