ونحن نستعد لتجديد بيعتنا وفرحتنا بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، عندما تحل الذكرى الأولى لمبايعته وليًّا العهد، نلمس أشياء كثيرة قد تحققت للوطن والمواطن خلال عام فقط؛ إذ أحدث سموه -رعاه الله- حراكًا غير عادي على المستويَيْن الداخلي والخارجي، واستنهض الهمم، ودفع بالشباب للتسابق دفاعًا عن الوطن في أي وقت ومكان، وعند أية مناسبة.
فالحماسة التي عُرف بها سموه -سدده الله- والهمة التي لا ترضى بما هو أقل من المقدمة جعلتا الكثيرين، وتحديدًا «أمل المستقبل» الشباب، يدركون أن وطنهم لا بد أن يكون في مكان أكبر وأقدر مما هو فيه الآن؛ وبالتالي دارت عجلة العمل والمثابرة والصبر، وهي لن تتوقف -بمشيئة الله- حتى نحقق تطلعات وطموحات وطننا الكبير برعاية أب حنون وقائد عظيم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أمده الله بعونه وأطال في عمره-، وبعزم وطموح وشجاعة مهندس المستقبل وقائده إلى المعالي -بحول الله وقدرته- الأمير محمد بن سلمان -أحاطه الله بعنايته ورعايته-.
لقد عُرف سموه الكريم منذ فترة ليست بالقصيرة بحرصه الكبير على سمعة ورفعة المملكة العربية السعودية، وسعيه حتى قبل أن يُختار وليًّا للعهد للعمل بإخلاص من أجل نقل بلاد الحرمين إلى حيث الدول الأولى والأقوى في العالم. فالمملكة ليست دولة عادية على الإطلاق، وهي حاضرة في المشهد الدولي.
ففضلاً عن أنها ترعى أهم مكانين لهما قدسية عند المسلمين في كل أنحاء العالم (مكة المكرمة والمدينة المنورة)، يُعهد لها أيضًا ويُعرف عنها حمايتها الأمن والسلم الدوليَّين، ومحاربة الإرهاب وقمعه حتى لا يمتد شره ويطول الأبرياء في كل مكان من العالم، إلى جانب دوره الإنساني العظيم وخيرها الذي لم يستثنِ دولة أو ديانة أو فئة، بل إنها كانت -وما زالت- تساعد المعوزين والمحتاجين في العالم عبر الجهة الإنسانية الأولى في العالم «مركز الملك سلمان للإغاثة» الذي حظي باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز منذ مبايعته ملكًا للبلاد؛ فقد أقر إنشاء المركز ليقوم بدوره الإنساني والإغاثي على الوجه الأكمل، وهي صفة معروفة في ملكنا العظيم، ولا شك أنه اكتسبها خريج مؤسسته التعليمية العملاقة الأمير محمد بن سلمان.
إنها لمناسبة عظيمة أن تحل علينا ذكرى مبايعة سمو ولي العهد الشخصية التي علقت عليها الآمال، وحظيت بتأييد ومحبة كبيرة من الشعب السعودي نظير الجهود التي يبذلها دون كلل أو ملل، والعمل المتواصل في سبيل اختيار أفضل ما يكون في العالم لهذا الشعب المحب لوطنه وقيادته؛ فقد كرر سموه مرارًا أنه يعمل من أجل أن تكون «السعودية» في المكان والمكانة التي تليق بها.. فهناك الكثير من الإمكانات والقدرات التي لم تستثمر وتستغل على الطريقة الصحيحة، وهو أمر غير مبرر على الإطلاق في ظل وجود القدرات البشرية والاقتصادية والجغرافية والطبيعية التي تزخر بها مملكتنا الحبيبة، والواجب استغلالها بالصورة المثلى لبلوغ مواقع متقدمة ضمن دول العالم.
وهذا أمر -كما شدد سموه في أكثر من محفل ومكان- لن تحيد عنه الدولة، ولن تتوقف عن آلياته حتى تصل إليه وتتجاوزه إلى ما هو أكثر منه -بإذن الله-، وهو الأمر الذي دفع بأبناء وبنات الشعب السعودي النبيل والمقيمين على أرض المملكة الحبيبة والمحبين لها لتأييد كل تلك الخطوات لإدراكهم أنها ضرورية وملحة لتبلغ المملكة العربية السعودية المكانة التي تليق بها، وتتناسب وقدراتها الحقيقية.
وقد شاهد الجميع حجم الإعجاب والانبهار من «رؤية المملكة 2030» التي حددت مسارًا استراتيجيًّا عظيمًا إنجازه، لن يقف أثره على المملكة فحسب، بل سيمتد إلى الأمتين العربية والإسلامية؛ ولذلك تسابق المخلصون لعروبتهم ودينهم الإسلامي لدعم هذه الرؤية وتشجيع المملكة على الخطوات التي اتخذتها في سبيل تصحيح الأوضاع والمضي قُدمًا إلى التحديث والتطوير، وحتى أولئك المهتمون بالاستقرار والازدهار في العالم كانوا - وما زالوا - مؤيدين لهذه الرؤية، ومعجبين بالأفكار والأعمال التي أطلقها ولي العهد «مهندس الرؤية وقائدها»، وأكدوا على مختلف المستويات أن هذا العمل سيعزز من قوة المملكة، وكثير منهم مدوا أيديهم للتعاون مع وطننا الحبيب في ظل العمل الاستراتيجي القائم في هذه المرحلة، وانطلاقًا من الخطوات العملاقة التي تتم.
لقد عمل بعض الكارهين للمملكة والخونة على التقليل من المشاريع التي أعلنها سمو ولي العهد في فترات سابقة، وراحوا يتحدثون بسفاهة أنها مشروعات على الورق حتى بدأت القرارات والإجراءات والتغييرات الكبيرة بداية من إقرار قيادة المرأة السيارة مرورًا بإيجاد الكثير من الفنون والفعاليات والأنشطة المتعددة، ووصولا إلى إطلاق أول المشروعات الكبرى «مشروع القدية» الذي بدأ العمل فيه؛ وهو ما شكل صدمة لهم، وألجمهم، وانتقلوا كعادتهم للخوض في أحاديث وأفكار من خيالهم ظنًّا منهم أنهم سينالون من لحمة هذا الشعب العظيم وحبه لوطنه وقيادته المباركة، وهم لا يعلمون أننا نتسابق اليوم للاحتفال وتجديد البيعة لولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ومعها نقول: «معك يا أبا سلمان ماضون حتى نحقق الأمجاد لوطننا الحبيب».
حفظ الله مملكتنا الغالية، وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ورد كيد من يكيد لنا في نحره.
** **
- د. أحمد بن حسن الزهراني - نائب رئيس مجموعة الزهراني والمدير العام