د.عبدالعزيز العمر
من المؤكد أن تطوير التعليم ليس بالأمر السهل على الإطلاق، ولو كان الأمر كذلك لما بقيت كثير من نظم التعليم متخلفة إلى اليوم، رغم ما ينفق عليها من أموال. دعونا نستعرض فيما يلي أبرز ما يهدد تطوير النظام التعليمي. أولا: التنامي السكاني الكبير. عندما يتجاوز الطلب الاجتماعي على التعليم قدرة النظام على الاستجابة فإن الحكومات تضطر إلى تقديمه لمواطنيها بأي صورة كانت، وسيكون ذلك حتما على حساب جودته. وفي محاولة لحل هذه المشكلة عمدت بعض الدول إلى تقنيين عدد المواليد لكل أسرة (الصين- الهند- مصر)، وإلى التوجه نحو الاستفادة من تقنيات المعلومات والاتصال في نشر وتعزيز برامج التعليم.. ثانيا: عدم مواكبة برامج التدريب التعليمي التربوي للمستجدات والتغيرات في مجال التربية والتعليم، للأسف لا زالت برامج التدريب التعليمي تاخذ منحى شكليا (فشخريا) لا يظهر أثرها على أداء المعلمين ولا على تحصيل طلابهم، ثالثا: عدم التركيز النوعي على أبرز علوم العصر، وخصوصا العلوم والرياضيات اللتين تشكلان اليوم عصب نهضة العصر، فطلابنا مازالوا يحتلون مراكز متأخرة في المسابقة الدولية للعلوم والرياضيات، رابعا :عجز النظام التعليمي عن تقييم أداء المعلمين بصورة موضوعية واحترافية، إن تقييم أداء معلمينا لا يزال للأسف تحكمه المجاملات والعلاقات الشخصية والجوانب العاطفية (أكثر من 92% من المعلمين يحصلون على تقدير أداء وظيفي ممتاز)، عندما لا يخضع تقييم أداء المعلمين لمعايير مهنية عالية فقل على التعليم السلام، خامسا: ضعف إقبال الطلاب المتميزين على كليات التربية، وهذا بدوره يهدد جودة مخرجاتها من المعلمين الذين سوف يشكلون رأس حربة النظام التعليمي، بالطبع لن يتقدم الطلاب المتميزون إلى كليات التربية طالما بقيت مهنة التعليم نفسها غير جاذبة للطلاب.