من بين مكامن الخطورة على المجتمع ما يصير من استهداف للناشئة والبسطاء، وكذلك السذج من متوسطي الذكاء من قبل عناصر الغلو ممن لا يرون في الدين غير الغلظة، المتجاهلين ليسره وتسامحه والبعيدين كل البعد عن حسنة التغافل التي هي ثلاثة أرباع العقل كما للإمام الشافعي -رحمه الله- ناهيك عن سنة الأمر بالمعروف التي هي شأن كل حفي بدينه ومحب لإخوانه المسلمين، وما ذلك كله إلا ناتج تدني مستوى الوعي والإدراك لحقائق الدين الثابتة.. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى مما قد يكون وراءه فعل فاعل وصاحب غرض كأولئك المدسوسين ممن تحركهم أيادي البغي المستهدفين لوحدة المجتمع والتفافه حول قيادته ممن تجندهم قوى الشر وتدفع بهم في هذا البلد أو ذاك مما لم يعد يخفى أثر فعلهم الضار بل والمدمر مثلما صار المشاهد والمشهود في بلدان عربية شقيقة، ولعلنا لا نضيف جديداً إذا قلنا إن تنظيم ما يسمى بالإخوان المسلمين المشبوه والذي هو أصل البلاء بهذه الأمة في الكثير من أقطارها بحكم تدثره بلباس الدين فيما أصل نشأته على أيدي من هم الأشد عدا للإسلام وأهله. إن واجب الحذر لا يكفي وحده لمواجهة تلك العناصر بل لابد مما ليس منه بد محاصرة كل خارج على مراد هذه البلاد وقيادتها بمن فيهم أولئك الغوغائيون من غير المدركين لمخاطر فعلهم بحق دينهم ووطنهم. إننا أمام مرحلة شديدة التعقيد مرحلة صراعات متعددت الأغراض وإن اجتمعت كلها في استهداف الإسلام كعقيدة مثلما استهدافها لثروات وخيرات بلداننا كخليجيين. إن الواجب يقتضي قراءة ما يدور حولنا قراءة وافية ومستفيضة وصولاً لفهم مثل تلك الحقائق التي لابد من فهمها الفهم الصحيح مثلما على أولئك الدهماء إدراك ذلك والكف عما يكون سبباً في توفير التربة الملائمة له. حفظ الله هذا الوطن وحفظ قيادته وحفظ عليه أمنه وسلامة أبنائه قدوة المسلمين ورمز توحدهم واجتماع كلمتهم.