فهد بن جليد
كما اختلط دم الجندي السعودي بدم أخيه الجندي الإماراتي على أرض الشرف والكرامة في اليمن، من أجل الدفاع عن الشرعية ومواجهة أطماع أعداء الأمة، تختلط اليوم آمال وأحلام الشعبين الشقيقين، ومشروعاتهما لرؤية المُستقبل الطموح واستشرافه (كتفاً بكتف) في صورة تكاملية فريدة ومثالية للتعاضد والتآزر بين كل ما هو سعودي وإماراتي.
لم يعد سراً أنَّ المواطن العربي يرى في العلاقة والشراكة السعودية الإماراتية التي تزداد وتكبر وتتعمَّق يوماً بعد آخر, نموذجاً يتمنى رؤيته في علاقات بلاده مع جيرانها وأشقائها، حقيقة (المشهد الساحر) تعكسها تعليقات وتحليلات المُنصفين من المُتابعين والمُراقبين ممن أبهرتهم قوة ومتانة هذه العلاقة المثالية بين البلدين الشقيقين والجارين، رغم الظروف والتقلبات السياسة والاقتصادية والأحداث التي تعيشها منطقتنا، وكيف أنَّها تجاوزت مفهوم التعاون بين دول الجوار؟ إلى العمل الإستراتيجي بتوافق الرؤى والأهداف والمصالح من أجل الدفع بهذه العلاقة إلى مجالات أوسع وأرحب، حتى تعكس بجلاء وشفافية ومصداقية وثقة، ما يربط قيادة البلدين والشعبين الشقيقين.
الرياض وأبوظبي تمثلان اليوم النموذج الأمثل للتعاون الثنائي بما يدعم ويتسق مع أهداف منظومة العمل الخليجي المُشترك، عبر العلاقة التكاملية والتعاون المُثمر بحزمة مشروعات إستراتيجية مُشتركة من أجل إسعاد ورخاء شعبي البلدين، لذا يأتي تشكيل مجلس التنسيق السعودي الإماراتي وعقد اجتماعه الأول بجده، واعتماد (إستراتيجية العزم) كأحد مخرجات خلوة العزم التي عقدت في البلدين، وآلية العمل المُشتركة خلال السنوات الخمس المُقبلة، ليتأكد للجميع أنَّ هذه العلاقة والشراكة ماضية بقوة وصدق وثقة، حتى تؤسس لمُستقبل أكثر ازدهاراً وعماراً للمنطقة بأكملها.
هذه العلاقة لم تحركها العاطفة المُجرَّدة، ولم تخلقها الظروف كنتاج لما تعيشه المنطقة من أزمات وظروف، بل هي نتاج تخطيط ووعي وفهم وإدراك لمُتطلبات المرحلة، ورغبة جادة وصادقة وثقة مُتبادلة بين البلدين الشقيقين بحكمة قيادتيهما المُباركة، لتقوية محور الخير والنماء والعطاء في المنطقة، من أجل التفرغ بكل حب وصدق وإخلاص للتنمية ونشر الخير ورفاهية الشعبين من جانب، ومواجهة الخطر والأطماع الخارجية التي تهدد أمننا ومُستقبلنا من جانب آخر بكل حزم وعزم، فيدٌ تبني وأخرى تحمي.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،