د. محمد عبدالله العوين
يريد كل محب لهذا الوطن العزيز ولقيادته الكريمة أن تحقق وزارة الثقافة الوليدة غايات نبيلة في سبيل نهضة بلادنا وقوتها.
وحسب رأيي المتواضع ومن واقع خبرتي القديمة بوزارة الإعلام ثم بوزارة الثقافة والإعلام على مدى ثلاثين عامًا لا بد من تشكيل الوزارة تشكيلاً جديداً لا يعتمد على المميزين من منسوبي وكالة الوزارة للشؤون الثقافية فحسب؛ بل يستقطب كل طاقة خلاَّقة في أي تخصص من أي موقع كان.
ولعل من المناسب التوقف عند هذه النقاط:
- وضع خطة جديدة ترسم فيها الأهداف البعيدة التي تتفق مع رؤية 2030 وتسعى الوزارة إلى أن تنجز ما يخصها منها بتفوق عال.
- يتم تشكيل فريق العمل في قطاعات الوزارة برؤية جديدة يعتمد فيها تميز الموظف وقدراته وإمكاناته، ولا يؤبه لمسميات وظائف يعمل فيها موظفون لا علاقة لهم بتخصص الوزارة ولا نشاطاتها ولا أجوائها الثقافية.
الحق أنهم موظفون غرباء كل الغربة عن الغايات التي تتوخى الوزارة الوصول إليها؛ لأن إنجازها يستوجب عملاً دؤوباً تؤديه عقول مستنيرة عاشقة للثقافة ومقتنعة برسالتها.
عيب كبير في كثير من وظائف الإعلام أو الثقافة منذ زمن قديم وهو أنهما لا ينظران إلى تكوين الموظف واستعداداته؛ بل تعبأ الفراغات الوظيفية بمن يكون جاهزاً للتعيين أو للترقية، وفي حالات أخرى تكون الشللية أو المحسوبية دافعاً قوياً للتعيين أو الترقية، فيحل موظف رديء فاقد التكوين ضعيف الإمكانات قليل الخبرة محل موظف متكون لديه قدرات خاصة؛ لأن الأول قريب من المسؤول المتنفذ.
ولمعالجة تكوم موظفين أرقام لا يحققون نتائج عملية قيمة؛ لا بد من إعادة فرز والبدء بتكوين فرق جديدة واستقطاب ذوي قدرات وإمكانات متميزة في كل المجالات المتصلة بنشاط الوزارة.
- العزم على بناء مقر للوزارة تعتمد له المبالغ المالية السخية، بحيث يكون رمزاً معمارياً وتحفة فنية تعبّر عن الروح الإبداعية الكامنة في وجدان كل مثقف أصيل، ويشكل واجهة حضارية ومعلماً من معالم مدينة الرياض.
إن تنقل الوزارة من مبنى مستأجر إلى مبنى آخر مستأجر ليس مقبولاً، ولا يمنح الشعور بالاستقرار والارتياح لدى منسوبي الوزارة نفسها ولا الهيبة والإعجاب عند مرتاديها وزائريها.
ونريد من وزارة الثقافة تحقيق ما يلي:
- إعادة رسم صورة المملكة من جديد وفق تاريخها العربي والإسلامي العريق والعظيم ومكانتها الدينية والأدبية وعراقتها الحضارية وتنوّعها الثقافي والفني والاجتماعي الذي هو مصدر ثراء وغنى، والتعريف بكنوزها العلمية والتاريخية والأدبية، وإبراز روح التسامح والاختلاف والوسطية في ثقافتنا السعودية قبل اختطافها من قبل تيارات التطرف والتشدد، وإعادة تلك الروح الأصيلة قبل تشويهها إلى الواجهة؛ ليتعرّف العالم العربي القريب والآخر البعيد على حقائق تكوين ثقافة أبناء الجزيرة العربية الأصيلة.
- دعم الكتاب الممتاز، وتشجيع الإبداع بكل أصنافه.
- إنشاء قناة ثقافية متميزة تدار بمهنية عالية.
- تقديم الإبداع السعودي فكراً وأدباً وفناً إلى العالم من خلال إقامة المنتديات والمعارض العربية والإسلامية والعالمية.
وللحديث بقية..