تُرى من سيُفجَعُ بي
إنْ مضيتُ إلى الله..!
أو من سيبكي عَلَيَّا !
ومن سوف يذكرُني لحظَاتٍ
وتُوقِفُهُ خُلَّتاهُ لدَيَّا !
ومَنْ سوف ينشجُ حُزْناً لفقدي!
ومن سوف يُطرقُ رأساً إليَّا!
ومن سوف يقلقُهُ شَدُّ رحْلي
ويصرخ:
كان صديقي الوفيَّا !!
تُرى هل سيشعرُ أهلي وناسي
بموتي غريباً على ضفَّتيَّا !
وهل سوف ينفجرون بكاءً
إذا سمعوا في الغداة نَعيَّا!
وهل سوف يشعرُ هذا الوجودُ
بأنِّي انتُبِذْتُ مكاناً قصيَّا!
وأنِّيَ غِبْتُ بغير اختياري
غياباً أُجَرَّعُهُ برزخيَّا !
تُرى هل ستُوقَفُ ركْبُ الحياة
على شاعرٍ ماتَ موتاً خفيَّا!
وهل تتوقفُ خُضرُ الخمائلِ
عن بثِّهنَّ العبيرَ الزَّكيَّا !
وهل سوف تندبُ في الحقلِ طيرٌ بُعيْدي ..
وتنسى الغناءَ الشَّجيَّا!
ويظمأُ من بَعْدِيَ السَّاحلانِ
ولايجدان فتىً ألمعيَّا!
وهل سوف يشعرُ مَنْ في المدينةِ
أنِّي سكنتُ مكاناً عليَّا!
وهل سوف تُغلقُ كُلُّ الشوارع..
حين يزفُّون نعشي بُكيَّا!
أظنُّ بأنِّي سأمضي وحيداً..
ولا يشعرون بموتيَ شيَّا!
أجل سوف أُنسى..
وأُنسى..
كما قال درويشُ (تُنسى..)
وقد كنتَ حَيَّا.!!
** **
- للشاعر/ مطلق الحبردي