الشاعر محمد التركي صدر له مؤخراً ديوان بعنوان الأغاني التي بيننا، افتتحه بكلام جميل لأبي عبدالله القرشي: حقيقة المحبة أن تهب تلك لمن أحببت، فلا يبقى لك منك شيء.
وقول عدنان الصائغ: قالت إني راحلة. لم أصدقها وعندما لوحت بكفيها الممطرتين من وراء نافذة قطار الرحيل. لم أصدقها. وهكذا مرت ثمانية أعوام على غيابها وأنا لا أصدقها.
وفي إحدى قصائد الديوان يقول الشاعر محمد التركي:
خبأنا الحب
في الأعين المغمضة
في الكلمات المجازية
في اللوحات السوريالية على الحائط
في الشمس الصغيرة الضائعة
عل كراسة طفل
في جيوب المعاطف الثقيلة آخر الشتاء
في الأوراق المكتظة في المحافظ
في الأدراج التي لا تفتح
في التحف الثمينة على الرفوف الأبعد
في ألبوم صور المرحوم
في الأدعية الصاعدة
في الصوت الهامس في أذن ما
خبأناه في الحزن والفرح
في الضحكة المتكلفة
والدموع العرضية
خبأناه في أوراق تقويم انتهت سنته
وخلف مذيع الأخبار
وتحت أصيص الزهور الميتة
خبأناه جيدا في كل شيء
في الظل والنور
ومشينا يفضحنا النسيان
وتهزمنا الذاكرة
***
ويقول في قصيدة محاولة لالتقاط صورة:
المنسيون
الضائعون في زحام ذكرياتنا
الذين نستعيدهم كوجوه كانت خلفنا
لكننا لم نلتفت إليها
كأشخاص وقفوا وراءنا في الطابور
أو جلسوا على الكرسي الذي يلينا في صف دراسي
ونلتقطهم من بين نغمات تذكرنا
كأغنية هربت كلماتها
وظلت موسيقاها تدور وتدور
الذين نحس بأدوارهم في حكايانا القديمة
نسيناهم
ولكننا لم ننس أننا محوناهم
نبحث عنهم دائما في قائمة الهاتف والبريد
عن أسماء لا نتذكرها
لكننا نتوقع أن نبصر وجوه أصحابها حين نقرؤها