د. زايد الحارثي
إن ما تقوم به الدولة السعودية منذ مؤسسها رحمه الله الملك عبد العزيز وتوالى الملوك خدام بيت الله الحرام من خدمات واهتمامات ورعاية لشؤون الحجاج والمعتمرين يعد عملاً عظيماً وجهوداً جبارة تفوق كل ما يتصوره الناس ولا يدرك حقيقتها وواقعها إلا من يشاهدها ويلمسها ويراها رؤية العين، ويؤمن ملوك وولاة الأمر في هذا البلد ويكررون دائماً أن ما يقومون به وما يخصصونه من أعمال وخدمات ومشاريع للحجاج والمعتمرين إنما هي واجب يقتضيه ويحتمه شرف حمل المسؤولية في رسالة السلام وأهدافه النبيلة ومسؤولياته العظيمة التي حباها الله في وجود الحرمين الشريفين في هذه البلد الكريم - المملكة العربية السعودية-.
وتأسيساً واقتداءً واستشعاراً بعظم المسؤولية وفضل الخدمة للحجاج والمعتمرين وجد مواطنو هذا البلد والخيرين فيه أنه لا بد من القيام بالدور الأهلي التطوعي في شرف المشاركة مع الدولة حماها الله في تقديم الخدمات الجليلة للحجاج والمعتمرين الذين تزايد عددهم بشكل ملحوظ في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله حتى زادت وتعاظمت مشاريع الخدمة والتطوير للحرمين الشريفين في كافة المجالات والمرافق لتستوعب الأعداد المتضاعفة من الحجاج والمعتمرين، ومن أبرز الأعمال والمشاريع الخيرية جمعية هدية الحاج والمعتمر التي تأسست قبل نحو عشر سنوات ورأسها شرفياً صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة سابقاً -رحمه الله-، وقام على رئاستها في بداية تأسيسها معالي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين الرئيس العام للمسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف رحمه الله، واستمرت هذه الجمعية برئاسة الشيخ صالح آل طالب إمام المسجد الحرام بارك الله فيه وفيه جهوده، ويقوم على إدارتها رجال مخلصون يعكسون صورة إيجابية ومميزة عن الشعب السعودي الكريم وعلى رأسهم الشيخ الصالح منصور العامر، وقد كان لي شرف زيارة هذه الجمعية في مقرها في مكة عدة مرات بدافع التعرف على أسرار النجاح المبهر الذي يلمسه كل من تطأ قدماه أي منفذ من منافذ المملكة جواً، بحراً، براً من هدايا وترحيب وتكريم للحاج والمعتمر وهي خدمات رديفة وذراع بارز من أذرع وزارة الشؤون الاجتماعية التي هي أحد أذرع الدولة أعزها الله.
وبحكم عملي ملحقاً ثقافياً في ماليزيا لعدة سنوات فقد لمست مدى إيمان وشكر وتقدير الشعب الماليزي المسلم بما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين من رعاية واهتمام منقطع النظير للحجاج والمعتمرين كما خصوا بالذكر الترحيب والخدمات التطوعية في داخل وخارج الحرمين الشريفين أو في المشاعر من قبل منسوبي جمعية هدية الحاج والمعتمر سواء كانت خدمات توعوية أو إرشادية أو نفسية أو اجتماعية أو صحية، وسواء كان في إرشاد التائهين أو تذليل الصعاب للمحتاجين أو إدخال السرور على الزوار والمعتمرين أو الحجاج وغيرها من الخدمات والمشاريع المبتكرة والموفقة والعديدة وما أبداه الماليزيون من شهادات على جهود المملكة الحكومية والأهلية ممثلة في هدية الحاج والمعتمر عبر عنه تماماً الشعب الماليزي وكذلك الشعب الإندونيسي، وأعتقد أن هذا الانطباع الإيجابي الذي تركته الخدمات الرديفة من قبل هذه الجمعية لخدمات الدولة العظيمة هي أكبر شاهد فخر واعتزاز لرسالة ومكانة هذا البلد لدى كافة المسلمين.
وبما أن المقال والمقام لا يتسع لسرد الأعمال والمهام العظيمة التي تقدمها الجمعية الملموسة في كل أركان المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر للملايين من المسلمين تجعل كل إنسان بحاجة لزيارة إدارة الجمعية القليلة في عددها المباركة في إنجازها والكثيرة في أفعالها وشمولية خدماتها المجانية.
ولا بد قبل الختام من الإشارة والاعتراف برائد وصاحب فكرة تكريم المؤسسات والشركات والقطاعات المختلفة التي تقوم بأعمال مميزة وخدمات جليلة لمكة المكرمة إنه صاحب السمو الملكي الأمير/ خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الذي كرم جمعية هدية الحاج والمعتمر هذا العام بجائزة مكة للتميز في دورتها التاسعة في فرع التميز الاجتماعي وهذا دليل على ما ذكرت من تميز هذه الجمعية والقائمين والمشاركين فيها، بارك الله فيهم وفي جهودهم الذين أوصلوهم إلى أن تكون أنموذجاً للعمل الخيري الاجتماعي في هذا البلد الكريم.
وبالله التوفيق