لم أختر الكتابة يوماً.. بل وجدتها ودون علمي هي طريقي وعالمي الذي قد لا يستوعب البعض كيف تكون هي العالم.. وتكون هي الطريق.. بل وتكون هي العشق
فحقيقة أنا أفكر.. إذاً أنا موجود.. هي عندي ناقصة دون أن تكون تلك الجملة أنا أكتب.. إذاً أنا أفكر إذاً أنا موجود..
فكم امتلكت من مؤهلات الكتابة ما يؤهلني أن اختصر مسافات طويلة.. ولكن ما يذهلني أكثر.. هو أنني كلما أردت التقدم إلى الأمام أجد نفسي أصطدم في طريقي بصخرة ليست لها معالم.. تحول بيني وبين إكمال طريقي الذي لم يكن يوماً مفروشاً بالورود..
كم وقفت مذهولاً أمام تلك الصخرة التي لا تريد أن تتزحزح من أمامي.. وما يدهشني أكثر أنها لم تحبط عزيمتي ولم أجد نفسي أقف عن الكتابة بل وأعجبي.. كأن لم يكن شيء..!!
فأردت أن أسأل نفسي لأعرف سبب ذلك الهوس الخفي الذي يقف خلف عشقي للكتابة فوجدت أنني وُلدتُ وأنا أعشق الكتابة.. لأن جميع الإجابات تقول لي إن الكتابة لدي.. هي أنا!
لم أكتب يوماً كي أبحث عن شهرة وجاه.. وإنما عشقت وكرهت وتألمت وبكيت من أجل أن أكتب.. وأكتب..
لم يضرني يوماً من قالوا.. ماذا يفعل بقلم.. لم يجد صاحبه من خلفه.. رغيف خبز.. بل وإن أرادوا أن أزيد على ما قالوا.. سوف أقول.. بل وصدقوني لم أجد من خلفه رشفة ماء.. وليس رغيف خبز كما تزعمون..
ولكن ما لم تعلموه.. هو أن للكتابة لدي إلهاماً.. وإلهامها حديث.. وحديثها خافت.. يسابق الكتابة وأنا المنظم والحكم والجمهور..
فالأحرف عندما تتعانق كلمات.. كلمات.. وكأنها بجمال أحياء الرياض.. بعزم الرجال وروعة التصميم.. يظل سمو الفكر وعشق الكتابة.. ما يميز أصحاب القلم..!
فيا صديقي هوناً ورفقاً.. هناك أمور قد تغيرت.. لا تعلم عنها شيئاً.. سنوات طِوال أبحث فيها عنك دونَ أن أعلم.. لم أجد لكَ فيها أثرًا.. ولا أعلم فيها شيئاً عنك.. إلا وقت الرحيل.!
فمشواري يتعدى أيام وسنين معرفتي بك.. والتي هي حقاً ما أستحق.. كوسام شرف.. يعزيني في أيام وسنين خلت.. لا تعلم عنها شيئاً..!