فهد بن جليد
اسطوانة منع بعض الحجاج والمُعتمرين من الوصول إلى مكة والمشاعر المُقدسة - مشروخة وقديمة - تحاول السلطات القطرية اليوم تكرارها بمزاعم وأكاذيب جديدة، وهي نغمة ثبت زيفها وفشلها في أزمات سابقة حاولت فيها دول (أكبر وأقوى وأهم) من قطر، تشويه سمعت المملكة واتهامها في مواسم العمرة والحج، ولكنها فُضحت في نهاية القصة، لأنَّ الحقيقة ببساطة كانت دائماً أكبر رد على تلك المزاعم والأكاذيب.
وزارة الحج السعودية جدَّدت ترحيبها بالمُعتمرين القطريين، والمُقيمين العرب والمُسلمين في قطر - من غير المواطنين - الذين يرغبون في أداء مناسك العمرة، ضمن (سبعة ملايين) مسلم من كافة أرجاء المعمورة تمكنوا من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، السعودية قدمت لكل هؤلاء التسهيلات اللازمة على أكمل وجه وأفضل صورة - كما هي العادة - فالقطريون لا يتطلب قدموهم التسجيل في شركات العمرة عبر بوابة وزارة الحج، فحالهم حال بقية مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، يمكنهم حجز الفنادق وتذاكر الطيران بشكل مباشر وشخصي - بأنفسهم - ومن ثمَّ الوصول إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة عن طريق أي خطوط دولية مسموح لها الطيران في الأجواء السعودية ، والحال هنا ينطبق على المقيمين في قطر الذين يمكنهم التسجيل بكل بساطة عبر بوابة وزارة الحج وإكمال إجراءات الوصول مُرَحباً بهم جميعاً ضمن بقية الزوار والمُعتمرين والحجاج.
الخاسر الأكبر من العبث الذي تُمارسه السلطات في قطر بكذبها وافتراءاتها حول منع (المُعتمرين القطريين) من الوصول إلى مكة المكرمة هو - برأيي - من أطلق صفارة الخداع هذه من خلال (الأبواق الشريرة) لسلطات (شرق سلوى)، ففي كل مرة يتضح أنَّ الدوحة تكذب، وأنَّها هي من تمنع مواطنيها من أداء مناسك العمرة - رغم التسهيلات المُقدمة - لاستخدامهم كورقة سياسية خاسرة، ومُحاولة رخيصة للفت الانتباه، وفات هؤلاء ومن يُروِّج لأكاذيبهم أنَّ السعودية مُنذ بداية (المقاطعة) أكدت التزامها بتوفير كل التسهيلات والخدمات للحجاج والمُعتمرين القطريين رغم قطع العلاقات الدبلوماسية، وهو منهج ثابت دأبت عليه المملكة في التعامل مع الحجاج والمُعتمرين والزوار وتقديم الخدمات والتسهيلات لهم لأداء نسكهم ومشاعرهم، بشكل مُنفصل وبعيداً عن مواقف وعلاقات بلدانهم السياسية مع السعودية، وهو ما تم لسنوات طويلة مع الإيرانيين وغيرهم، بل إنَّ موقف خادم الحرمين الشريفين الإنساني مع الحجاج القطريين لأداء فريضة الحج العام الماضي، خير دليل على أنَّ المملكة لا ترحب فقط بالحجاج والمُعتمرين القطريين، بل إنَّها على استعداد للتكفل بما يُمكِّنهم من أداء مناسكهم، لتجاوز العقبات التي يضعها(تنظيم الحمدين) في طريق قدومهم، وهي الحقائق التي لا يريد من أصمَّ أذنيه سماعها أو إعادة نشرها.
وعلى دروب الخير نلتقي.