نوف بنت عبدالله الحسين
اقتباس:
(التِلْفَاز: وجمعه تلافز وتلفازات) أو التلفزة أو التلفزيون أو المرناة أو الرائي، وهو تحويل مشهد متحرك وما يرافقه من أصوات إلى إشارات كهربائية، ثم نقل الإشارات وإعادة تحويلها بجهاز استقبال إلى صورة مرئية متحركة مرفقة بصوت. ويعد التلفاز أكثر وسائل الاتصال الجماهيرية أهمية وتأثيرًا نظرًا لما يتمتع به من خصائص ومميزات يتفوق بها عن غيره من وسائل الاتصال الجماهرية الأخرى، والتلفاز يقدم مواد عبر قوالب وأشكال متعددة ومتنوعة يمكن أن نقسمها إلى قسمين:
* مواد ممثلة (درامية).
* مواد غير ممثلة (غير درامية).
وتحتل الأعمال الدرامية مساحة كبيرة على خريطة البرامج التلفازية تصل في كثير من الدراسات الإحصائية إلى أكثر من ربع تلك المساحة، وتبرز المسلسلات التلفازية من بين هذه الأعمال وأهمها وأكثرها تأثيراً وجذباً وقبولاً لدى كثير من مشاهدي التلفاز)
فواحة تقول:
العجيب في الأمر... حينما تأملت أمر التلفاز زادت حيرتي في السيطرة التي تهيمن عليها منذ عشرينات القرن الماضي وإلى عصرنا الحالي... وتغيرت أشكالها وتطوّرت أجهزتها فأصبحت بكل الأحجام والأشكال.. ومع ذلك ما زال المحتوى الذي يعرضه التلفاز مثيراً للجدل... ودائماً يأتي بالمفاجآت أياً كان نوعها... إلا أنه صنع منا متسمرين تحت رحمة البرامج والأفلام والمسلسلات والأخبار والمباريات، بل وحتى الإعلانات... وكلما تعددت القنوات زاد الفضول في التعرف عليها واكتشافها.. وأصبح جهاز التحكم يتحكم في عقولنا ورغباتنا دون أن نشعر... والمزعج حقاً أن نكون أسرى لها دون أن ننتبه... فيستهلك وقتنا وفكرنا ويجمد طاقتنا...
ومع ذلك فقد طعمه وخفت ضوءه... وأصبح جهازاً فارغاً رغم امتلائه بالكثير من المشاهد والصور...
وأصبح المشاهد مستهلكاً من قبل البرامج والمسلسلات التي تعرض.. وبات الأمر يتكرر كل عام.. وكأنه (تل) نصعده لنهبط من جديد بحثاً عن من (فاز)... فهل المتلقي هو من فاز؟... أم من صنع هذه المادة المرئية هو من كسب؟..
وحقيقة الأمر... أن المحتوى الجيّد في البرامج لم يعد يحمل البريق ذاته الذي يحمله برامج أو مسلسلات لا تملك قيماً وثقافة في التعامل مع المتلقي... وهنا أقف وقفة حنين لبرامج ومسلسلات درامية ساهمت في صناعة جيل يحترم ويقدر ويستشعر... (إلى أبي وأمي مع التحية) (خالتي قماشة) وقائمة جميلة من البرامج والمسلسلات تحمل الكثير من المعاني والقيم... أين اختفت في زمن البحث عن الإثارة وتشويه المشاعر الإنسانية..
لذا يظل الأمر اختيارياً... فإما أن تصعد الـ(تل) مع الركب... وإما تكون ممن (فاز) واشترى راحة باله... وعزف عن الضجيج المرئي... إلى حين إشعار آخر...