أ.د.عثمان بن صالح العامر
نظرت إلى الطائفين حول الكعبة، تفرست في وجوه التالين لكتاب الله في جنبات البيت الحرام، المهللين والمكبرين الركع السجود الذين قدموا إلى أطهر بقعة على وجه الأرض يرجون ما عند الله عز وجل، قلت حينها ترى لو قالت هذه الجموع التي جاءت من كل فج عميق كلمة الحق فيما شاهدوا خلال رحلتهم لهذه البلاد المباركة، سواء أكان ذلك من خلال سناباتهم، أو في تغريداتهم، أو حساباتهم الشخصية على الفيس بوك أو الانستغرام، أو في ثنايا ما يكتبون في مدوناتهم الإلكترونية، ترى هل ستكون الصورة الذهنية عن المملكة العربية السعودية كما هي الآن عند بعض الشعوب العربية والإسلامية فضلاً عن غيرها!؟.
إن المملكة العربية السعودية تبذل الغالي والنفيس في سبيل راحة الحاج والمعتمر، وتقدم خدماتها المتميزة لكل الشرائح والأطياف من كل البلاد والأجناس ترجو ما عند الله عز وجل، وتعتبر خدمة الحرمين والقيام على أمر الوفدة شرف عظيم منّ الله علينا به ولا تنتظر من أحد رد هذا الجميل، إلا أن المبادرة الخيرة من قبل المنصف للحقيقة في ذكر طرف مما يقدم لكل معتمر وزائر لمكة المكرمة والمدينة المنورة في هذا الشهر الفضيل وفِي غيره - خاصة في هذا الوقت بالذات الذي تشرع فيه سهام الأعداء للنيل من بلادنا المباركة والتقليل من شأن ما نقوم به من جهود جبارة في سبيل خدمة الحرمين الشريفين، وتصيد الأخطاء والزلات الفردية التي لا يخلو منها مجتمع ولا يمكن إنكارها؛ وتضخيمها، والكذب والافتراء المكشوف سواء أكان هذا الهجوم الموجه والمقصود للأسف الشديد في العالم الافتراضي المفتوح، أو الواقع الحياتي المعاش - أقول إن نقل ما يشاهده المعتمر بكل صراحة وشفافية ووضوح يأتي في سياق العدل المطلوب من كل مسلم في شئون حياته كلها.
أعرف أن الإعلام السعودي بل وحتى العربي والإسلامي الرسمي لم يقصر في هذا الباب فضلاً عن جهود الشباب السعودي في مواقع التواصل الاجتماعي الذين يعتبرون ما يقومون به واجب شرعي ووطني، ولكن حجم ما يبذل ويقدم يفوق بكثير ما قيل ويقال عن منجزاتنا التي نعتز بها وشهادة زوارنا فينا ربما يكون أثرها وصداها أبلغ عند غيرنا، حفظ الله بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية وأدام قادتنا ونصر جندنا وجمع كلمتنا ودمت عزيزاً ياوطني وإلى لقاء والسلام.