خالد الربيعان
ماذا لو قلت لك إن ريال مدريد به إدارة تسويق رياضي عدد موظفيها أكثر من 60 فرداً! كان هذا منذ سنوات عندما صدّرت مقالاً سابقاً لي بهذه المعلومة، فماذا عن الآن.. خمن كم العدد.. هل ترى أن نادياً بلا إدارة تسويق على الإطلاق، ولا حتى كادر واحد بالتسويق الرياضي، إذا وضعناه بجانب ناد به إدارة تسويق احترافية بها كوادر محترفة تسويقياً! فهل النتيجة واحدة للناديين؟ مالياً، إعلامياً، وفنياً؟.. مستحيل!
لأجل ذلك نادينا كثيراً بأن تكون هناك إدارات تسويق رياضي متخصصة في كل ناد سعودي، وتفاءلت بالطبع عندما وجدت في رئاسة نادي الهلال أحد أبنائه، وليس أي ابن بل رمز من الرموز، و الشابة، سامي الجابر، ويصدِّر فترة رئاسته للهلال بقرار اعتبره «تاريخياً» و»مفصلياً» في تاريخ المسيرة الزرقاء، لأني أعي جيداً معنى أن تكون هناك إدارة تسويق محترفة متخصصة بنادي الهلال .
هل توجد كوادر تسويق سعودية شابة؟ سؤال أجبت عليه في لقاء تليفزيوني أخير، و أكررها هنا: نعم يوجد ومنذ زمن، وبداخل المملكة، وخارجها أيضاً من المبتعثين، أحد هؤلاء الشباب السعودي قام ببحث ودراسة عن التسويق الرياضي داخل المملكة، ووصل لما نقرأه الآن في كتب التسويق علماً بأن الدراسة هذه كانت في 2005 أي منذ 13سنة! وصل إلى أن القصور والديون في مسيرة الأندية، وغياب أنشطة التسويق والتسعير والترويج مما أثَّر في خزائن الأندية وهو ما حدث! وتمت إثارته قبل أسابيع من هيئة الرياضة وأعني «الديون»، كل هذا حدث نتيجة ( غياب إدارات التسويق الرياضي بالأندية، والمتخصصين في هذا المجال)!
الهلال بوجود إدارة تسويق متخصصة سيرأسها كوادر شابة كفؤة - كما عرفت - سيتلافى هذا أولاً، وينمي مداخيله بالطرق الاحترافية الحقيقية، ويدخل عصر الاحتراف في الرياضة كما تفعل الأندية الأوروبية الآن، إدارة التسويق وجودها يزيل عبئاً من كاهل رئيس النادي الذي اعتدنا أن يكون في صور التعاقدات وصور التتويج وصور التمرين وعلى الدكة مع المدرب في التدريب! وفي الطائرة برحلات مكوكية لتخليص القضايا!
إدارة تسويق محترفة بالهلال معناها تفرّغ لأمور لم تأخذ حقها وتدر مداخيل، تنمية البنية التحتية التدريبية، أكاديمية الناشئين، الإستاد الخاص بالنادي، الإعلانات، الرعاة، التعاقدات و»خباياها» وضع عزيزي تحت «خباياها» خطوطاً! منصات التواصل الاجتماعي، متجر النادي العادي والإلكتروني، وأخيراً قناة النادي، التي تعتبر أكبر وسيلة تسويق وترويج علامة النادي التجارية، وتضم جماهيرية له من النشء والشباب أكثر وأكثر بإذاعتها تاريخ النادي وأجمل أهدافه وأبرز نجومه وكيف حقق بطولاته؟!
الجدوى من وجود إدارات تسويق هو: عمل المهام المنوطة بإدارة التسويق! لا أن يقوم بها شخص آخر غير محترف في هذا المجال شيء.. بالتالي نجد التخبط وسوء الإدارة والتسيير الخاطئ للأندية والنتيجة: ديون.. و تأخر!
بنية قانونية!
من الإدارات التي أقرَّها الهلال أيضاً: الإدارة القانونية، وهي لا تقل أهمية للنادي، وتكمل عمل إدارة التسويق الرياضي، وتضمن لها حقوقها بعين حريصة في المسائل المالية والقانونية والتعاقدية، خاصة مع مرحلة قادمة للهلال وللأندية السعودية أرى فيها موجة قادمة من الاستثمارات والرعاية والتطوير للمنشآت الرياضية بكل ناد... والقادم أفضل.
حكمة المقال:
ما يجيبها إلا رجالها..! شكراً سامي الجابر.