علي الصحن
اللعب في المونديال حلم كل لاعب، ما من لاعب في العالم إلا ويتمنى المشاركة في أكبر تظاهرة كروية رياضية في العالم، لاعبون كثر مروا على ملاعب كرة القدم، كانت لهم صولات وجولات وإنجازات وأرقام، لكن سجلهم لم يكتمل باللعب في كأس العالم، وما زالوا يتمنون إلى اليوم لو أسعفهم العمر والحظ باللعب ولو دقيقة مع كبار القوم في البطولة التي تمر كل أربعة أعوام مرة واحدة فقط.
الغياب عن المونديال له أسبابه المختلفة، لاعبون بارزون مميزون لهم شنة ورنة ووزن في عالم المستديرة عجزوا عن الحضور في المونديال لأن منتخباتهم عجزت عن الوصول هناك، ولأنه لم يكن قادراً لوحده على فعل كل شيء، ويبرز هنا اللاعب الويلزي جاريت بل الذي قاد قبل أقل من أسبوعين ريال مدريد للفوز بكأس دوري الأبطال بهدفين في مرمى ليفربول الانجليزي، ومازال هاجس الغياب عن المونديال يشكل إحباطاً له ولزملائه في المنتخب وهو أمر عبر عنه قائد المنتخب آشلي وليامز صراحة للصحفيين بعد الخسارة من أيرلندا والفشل في قطع ورقة اللعب في روسيا.
الغياب عن المونديال قد يكون بسبب الإصابة المفاجئة قبله بأيام وهو أمر يهدد النجم المصري محمد صلاح، وإن كانت التقارير الأخيرة قد طمأنت اللاعب على فرصته، وكان في مقدمة الأسماء التي ضمتها قائمة المدرب الأرجنتيني هكتور كوبر النهائية، وقد يكون بسبب إصابة قديمة تتجدد كما حدث مع اللاعب السعودي نواف العابد الذي فقد فرصته باللعب وبات خارج حساب مدرب خوان انطونيو بيتزي، وهو أمر أحبط الجميع بما فيهم اللاعب الذي كان أحد أهم الأوراق التي ساهمت في الوصول للمونديال، بعد أن قدم مستويات لافتة وسجل وصنع أهدافا عدة في التصفيات المؤهلة، وأحداً لا يعلم هل يسعف الحظ اللاعب في اللحاق بمونديال 2022 أم أن فرصة الحضور قد حجبت عنه نهائياً.
الغياب عن المونديال قد يكون بسبب هبوط مستوى اللاعب، وغيابه عن تشكيلة فريقه الرئيسة، وعجزه عن إقناع المدرب بضمه للقائمة النهائية، وقدرة لاعبين آخرين في نفس مركزه على تجاوزه، والفوز بالفرصة التي كانت متاحة له أصلاً، لكنه لم يكن قادراً على الحفاظ عليها... وأسباب هبوط المستوى كبيرة، منها توالي الإصابات، الغرور والتعالي، مشاكل مختلفة داخل النادي مع الإدارة أو المدرب، ضعف الحافز، ضعف ثقافة اللاعب وعدم قدرته على التعامل مع المستجدات والظروف، التشبع... لكن أياً من هذه الأسباب باستثناء الإصابات لا يمكن أن تبرر لأي لاعب تراجع مستواه خلال فترة زمنية قصيرة، وهو يعلم أن لديه فرصة حقيقة في التواجد في المونديال.
ثمانية أيام تفصلنا عن انطلاق الصافرة الأولى في المونديال، وعندما تدق ساعة الحقيقة ويرى لاعبون زملاءهم وهم وسط نخبة النجوم، سيشعرون بالحزن الحقيقي والندم على التفريط في فرصة كان يجب العض عليها بالنواجذ، وسيتمنون لو عاد بهم الزمن وحافظوا على كل الأسباب التي تضمن لهم الحضور وقيد الاسم في القائمة التي يحفظها الفيفا ومعه التاريخ بسجلاته.
كل التوفيق لنجوم كرة القدم في روسيا، وكل الأماني بأن نشاهد طوال شهر كامل كرة قدم حقيقية ماتعة، وكل الدعوات للأخضر ونجومه بالتوفيق في حضوره الخامس.