التعليم دائما النافذة المطلة على النور والأمل وبناء الشخصية وهيكلة النفس وبنائها مرة أخرى.قرار أن تصنع نفسك أنت ليس صعبا كما يتهيأ لك، فقط اكتب مخاوفك وتجاوزها يوماً بعد يوم.أتذكر وأنا في السنة الثانية من المرحلة الجامعية أن كتبت هذه العبارات على أحد الكتب (أكره الازدحام والفراغ، تبدل الأحوال والمكان، تغير الصاحب وبعد القريب، سرعة الوقت والحظ القليل أكرهه، وكذلك العطالة والبطالة والسخرية والصوت العالي، البعد والهجر والحرمان، والقرارالخاطئ، أخاف من العجز والكسل وقلة الأدب والجرأة في الكلام).
أعتقد أنني اختصرت شخصيتي العملية في عدة أسطر، كان تجاوزها بالنسبة لي تحدياً أكبر من أنها أضغاث أحلام..
أمضيت السنوات الخمس الماضية من عمري بمفردي، تجردت من الجميع بما فيهم العائلة والأصدقاء، كنت أخشى أن أفقد نفسي وأصبح كالآخرين، شخصا مكررا، مشابها للجميع بالاهتمامات والتفاصيل والمبادئ..
بعد عدة أشهر من تلك المرحلة تجاوزت مرحلة الخوف من الفقد لأنني تجردت تماما من العاطفة في كل الأمور التي أشعر أنها ستحسم مصيري الشخصي، فكنت أنا والمنطق في نفس الطريق دائما.
بعدما ظننت أنني أصبحت وحيدة ألتفت خلفي لأجدني في الصف الأول وقد هيكلت شخصيتي كما أريد بتنازلي وتصدي للظروف والامتحانات التي واجهتني، سألت الله دائما أن يقوي الحبل المتين بيني وبينه لكيلا أشعرحينها أني وحيدة، وبالفعل كنت أجد الله معي في كل مرة ظننت أنني بمفردي، لم أخسر، بل كسبت عمري السابق في بناء ذاتي وشخصيتي كما أريد.