شريفة الشملان
قبل أيام صدرت أوامر ملكية بتعيين عدد جديد من الشباب كوزراء ونواب وزراء، شيء مفرح أن يكون الشباب على سدة الحكم مستفيدين من علمهم الطازج وطموحهم الكبير فالعالم متحرك بصورة مذهلة، حيث نخاف أن يسبقنا الجميع، هؤلاء الشباب لا شك أن أفكارهم كبيرة كما أملنا بهم أكبر.
هؤلاء الطاقات الجديدة والذي ربما أغلبهم لم يتعد الأربعين إلا قليلا سبر بعضهم الأوضاع الحالية لما يجري في العالم، والمفرح أيضا الاستفادة من خبرات وطاقات من سبقوهم ولا شك أننا نذكر بالخير الكثير من الوزراء السابقين ممن عملوا بجد وإخلاص وعرفوا العالم من حولنا وعرفوا أيضا خفايا السياسة ودهاء سياسيي العالم في كل مكان، شبابنا الوزراء ونوابهم لا شك سيعملون داخل الوطن ولكن لا يغني ذلك عن الخروج للمنتديات العالمية والاستفادة منها، ثقافات العالم تتمازج وتتداخل بقوة كما المعارف عبر وسائل الاتصال الحديثة، حضور المنتديات في شتى أقطار العالم والاهتمام بكيف يفكر الناس من حولنا.
كما جاء بالعنوان أعلاه أن التوزير هو تكليف لا تشريف وأن وجود الوزير على الهرم في وزارته يعني أن العيون مسلطة جلها عليه ناهيك الرصد والمتابعة عبر كل الوسائل.. لذا على الوزير أن يتحلى بالصبر كتحليه باتخاذ القرار المناسب في وقته المناسب.. لم يعد الإعلام كمتابعين وكراصدين أن يكيل آيات الثناء ولا التصفيق، لكنه قوي أكثر وله رصيد من المتابعين أكثر، وصوت المواطن يبدو واضحا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولعلنا نذكر أن بعضا من الوزراء السابقين لم يصمدوا أمامه..
هؤلاء الشباب فرحنا بهم كثيرا وربما وجوههم الشابة وابتسامتهم المليئة أمل منحتنا طاقة فرح وانفتاح على مستقبل جيد وجديد..
لقد تباشرنا وسعدنا ككتاب سواء رأي أو إبداع كما سعد من له صلة بالفن والأدب بتعيين وزير للثقافة، وتعني الثقافة أول ما تعني هو المحافظة على ثقافة الأمة وتطويرها ونزع الشائبات منها، فهي كما تعني بالآداب والفنون بمختلفها، تحافظ على ثقافة الأمة من لغة ودين ومظاهر اجتماعية وسبل حياتية.
نحن نبني قصورا من آمال وننتظر وأرجو ألا تأخذنا العجلة فنتيه عن الهدف ونُعجز سمو الوزير معنا.. ولكننا على كل حال فرحون بكل شبابنا الوزراء وفرحون أكثر بسمو أول وزير للثقافة، ونأمل فيما نأمل أن يكون للفن والأدب نصيب في كل مدينة وشارع، نامل أن نرى الألوان البهيجة والرسومات تملأ ساحاتنا، في مدننا ثقافة الإسلام النقي حيث النظافة ركيزة أساسية فيه فنطمع نظافة تضاهي أغلب المدن المشهورة بنظافتها وربما تأخذنا أحلامنا لنظافة سنغافورة وإلى أخلاق اليابانيين في معاملاتهم وذوقهم وهذه لا تتم إلا بضخ قوي عبر كل الوسائل.. نعرف أن المشوار طويل وأن وزارة الثقافة لا يمكنها تثقيف وتغيير نمط شعب كامل لوحدها إن لم تتكاتف معها جميع مؤسسات الدولة وأولها شقيقها الإعلام فهو من يوصل صوتها للكل، وكل كاتب وفنان وأديب لا يستغني عن الإعلام لتوصيل صوته ولعمل قراءات لما يكتب ونقد لمسرحية أو فيلم سينمائي.. أن كانت الثقافة صار لها كينونة لوحدها ووزارة ووزير شاب فهي والإعلام شقيقان يسندان بعضهما.
وأعود كرة أخرى لعنواني أنه تكليف لا تشريف وأن الأعمال الجميلة رسالة كل وزير، ولهم منا صالح الدعاء.