كانت الأحداث الأخيرة التي عصفت بالمنطقة العربية والتي أطلق عليها الربيع العربي وكانت في حقيقتها وواقعها بالخريف والكابوس الذي أصاب المنطقة وذهبت بسببها شعوب وحكومات ودول لأعماق الجحيم، حيث كانت تلك الأحداث في حقيقتها مرتعاً لأجهزة دول تسعى لإضعاف ألأمن القومي العربي عبر نشاطها في تغذية وتأجيج تلك الأحداث لتلك الدول العربية التي ذاقت شعوبها بسبب هذا التدخل ويلات الحروب ومرارة الفرقة والفقر والخوف والشتات والتهجير، وهنا لم تكن البصمات الإيرانية خفية على متخذي القرار في المملكة العربية السعودية حيث كانت تلك الأحداث وعلى مدار الساعة تحظى بمتابعة دقيقة وعن كثب من قبل الحكومة السعودية لكون المملكة من اللاعبين الأساسيين في الأمن والسلم في العالم وبالتالي من الطبيعي أن تكون اللاعب الأساسي للأمن والسلم في المنطقة وهنا كان تدخل المملكة العربية السعودية عسكرياً في اليمن من أجل مساندة الحكومة الشرعية هناك وفرضها لحظر جوي وبري وبحري على اليمن في نصف ساعة وهو وقت قياسي بكل المقاييس العالمية والعسكرية فكان هذا التدخل العسكري بمنزلة الصفعة التي اهتزت بسببها إيران وملالي الشيطان هناك في ظل هذه الظروف المحيطة والمعطيات الجيوسياسية كان من الصعب على بعض الدول الاستمرار في البناء والاكتفاء بهاجس الحفاظ على الأمن، ولكن واقع المملكة العربية السعودية كان مختلفاً تماماً عن تلك الدول، فهنا كانت القيادة الرشيدة تسير بالمملكة العربية السعودية في خطى مدروسة وسريعة نحو المستقبل من خلال رؤية 2030 وفق يداً تحمي ويداً تبني.
إن تولي سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز زمام الحكم واختياره الموفق لساعده الأيمن والأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله جميعاً أن يكون ولياً للعهد في هذه الفترة الحساسة التي تمر بها المنطقة ومهددات الاقتصاد الوطني التي تتمحور في أحادية الدخل.
كان هذا الاختبار بمنزلة بث الطمأنينة لدى عامة أفراد الشعب الذي كان ينظر لمستقبل الاقتصاد بعين الريبة في ظل غياب خطط الاستدامة الاقتصادية عن تلك الفترة التي سبقت تولي سيدي الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين الذي ببعد نظره اختار لها من هو كفؤ لإدارة وتولي هذا الملف المهم فضلاً عن أن هذه الشخصية التي تولت هذا الملف أوكل لها الملك المفدى عدة ملفات مهمة منها نائب رئيس مجلس الوزراء وحقيبة الدفاع ورئاسة مجلس الشؤون السياسية والاقتصادية.
وهنا نعلم أننا أمام شخصية استثنائية لا يمكن أن نستوعب مقدار هذا الكم الهائل من المهمات المنوطة به حفظه الله والتي لو أخذنا منها ملفاً واحداً لوجدنا أنه بحد ذاته يمثل مهمة ثقيلة فكيف بملفات عدة جميعها تصب في سلامة ورفاهية ومستقبل الوطن والأمة.
عندما أتكلم عن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد فإنني أتكلم عن شخصية ليس لها شبيه، وهنا سوف أتناول جزئية مهمة من أحد الملفات التي أوكلت لسموه وهي تخصيص الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة وفق رؤية 2030 وتناولها كان من محض الصدفة ومن خلال أيام عمل استثنائية في جدة حيث وجدت هناك هذا الهدف يجري تحقيقه على الأرض في وتيرة عمل متسارعة تسابق الزمن، فوجدت المرأة السعودية تشارك شقيقها الرجل في أروقة الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة وفي فروعها المنتشرة في مناطق المملكة، وهنا كانت إدارة الموارد البشرية صاحبة البصمات الواضحة في إنجاز ما يخصها ويتعلق بها في خطة التحول 2020 وليس هذا فقط بل إن هذه الإدارة والمنطوي تحتها التطوير والتدريب قامت بتوطين تدريب الموظفين لديها في المملكة بما يتوافق مع رؤية 2030 ومن خلال مرافق تدريب ذات مواصفات عالمية حيث كان هنا اختيار جامعة الملك عبدالعزيز وتحديداً كلية الأرصاد وزراعة الأماكن الجافة لتكون مقر لإقامة عدة دورات مهمة لمنسوبيها لكونها الصرح العلمي الوحيد فالشرق الأوسط في هذا التخصص والذي يضم كادراً علمياً رفيعاً في الكلية فأقامت عدة دورات متتالية وبشكل مكثف ومتلاحق لتأهيل الموظفين في الهيئة.
وكان منها الدورة التأسيسية فالرصد الجوي والدورة التنشيطية للرصد الجوي ودورة الرصد الجوي المتقدم ودورة التنبؤات الجوية ودورة الفنيين وفي الأخير كان هناك توجه نوعي للهيئة من خلال تدريب مجموعة من الفنيين السعوديين العاملين لديها لتأهيلهم لصيانة أجهزة الهيئة في خطوة توحي عن عمل جاد لرؤية مستقبلية لدى الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة وهي في مسارها في التحول الوطني من أجل تقليل الاعتماد على شركات الصيانة عبر تأهيل موظفيها الفنيين وفق أعلى المقاييس العلمية والتدريبية للقيام بأعمال الصيانة لديها ذاتياً وهنا يحق لي أن أشكر معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن الفضلي ومعالي الرئيس العام للهيئة د. خليل الثقفي وسعادة نائبه لشؤون الأرصاد د. أيمن غلام وأخص بالشكر الجزيل سعادة الأستاذ عبدالعزيز الجلسي مدير عام الموارد البشرية.