سمر المقرن
من أكثر الأسئلة المتداولة هذه الأيام، خصوصاً في الأوساط العائلية: أين ستقضي إجازة الصيف؟ نسمع على هذا السؤال كثيرا من الأجوبة، منها ما هو «مبهم» بحيث أن الشخص سوف يسافر في الإجازة لكنه إلى آخر وقت لا يعلم إلى أين ولم يخطط لرحلته، ونسمع أجوبة عن مكان معين لكن من سيسافر لها تجده لا يعلم لماذا هو ذاهب إلى هذه المدينة أو تلك، وكثير من الأجوبة تركز على المقاهي والجو الجميل. لن أضع هنا رأيي إنما سوف أضع تجاربي الشخصية -بعيداً عن تخطيط الميزانية- فأنا لا أسافر إلى أي بلد إلا ولديّ تصور متكامل عن الرحلة، أضع هذا التصوّر بعد أن أرتب أهدافي وأولوياتي من الرحلة، بلا شك، هذه الرحلات كلها للترويح عن النفس والترفيه، لكنني أرى من الخطأ أن تترك أفكار الترفيه مفتوحة للصدفة، أو أن يجد المسافر ما يلبي احتياجاته وقد لا يجدها إن ترك رحلته دون تخطيط أو ترتيب. قد يقول -بعضهم- إن الهدف من عدم وضع مخططات للرحلة هو الرغبة في اكتشاف الأماكن الجديدة، وهذا أمر جميل وأنا من أكثر الناس في السفر أستمتع بالاستكشاف، وهذا من أجمل مميزات السفر، لأن الإنسان يفتح لفضاءاته مسارات لا تعرف حدودا، بل هي آفاق من التحليق في عوالم جديدة وثقافات جديدة، يكتسب منها المسافر كثيرا من الخبرات الممتعة، والتي تختلف من شخص لآخر، قد يكون معه في نفس البلد أو نفس المكان، إنما الزوايا التي يلتقطها الناس متفاوتة ومختلفة، وهذه ميزة الصديق الجميل في الرحلة، لأنه يساعد في التقاط زوايا مختلفة فتكتمل الرؤية بين الرفاق للمكان بكل مكوناته.
ترتيب رحلة سياحية، خصوصاً رحلة فصل الصيف، لا يُمكن أن تأتي هكذا بمحض الصدفة، لأنها هنا تكون عبارة عن أموال مبعثرة، ولا تنجح بلا تخطيط يحقق الأهداف الشخصية من الرحلة، ولا من الترتيبات الأساسية والفرعية، ولا لأن الناس امتدحوا البلد، فقد تكون المدينة التي تعجب شخصا لا تعجب آخر، وقد تكون تتوافق مع شخص ولا تتوافق مع آخر، لذا فإن توصيات الآخرين وحدها لا تكفي.
من هنا أذكر تجاربي الشخصية عند القيام برحلة سياحية، وتحديداً رحلة فصل الصيف لأني أراها مختلفة عن الرحلات الأخرى، فأنا قبل إجازة الصيف بأكثر من ستة أشهر أبدأ الترتيب والتخطيط والبحث، وقبل سفري أكون قد أخذت فكرة كاملة عن البلد التي سأزورها إن كانت المرة الأولى، وفي هذا البحث متعة كبيرة أتمنى أن أنقلها للجميع.. إجازة سعيدة، ورحلات موفقة.