بكل ما عهدناه به من تنوير وثبات ووعي وسعي، وقف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في ورشة عمل (إطلاق مشروع تطوير التجربة السياحية) التي عقدت أخيراً في مدينة الرياض وأمام حضور الورشة من المسؤولين والمستثمرين في القطاع السياحي إضافة إلى عدد من منظمي الرحلات السياحية والمشغلين ومقدمي الخدمات (المحليين والدوليين) الفاعلين في تسويق الوجهات وبيع الرحلات السياحية للزوار من مختلف دول العالم، ليعتلي منبره الوطني في افتتاحها، متحدثاً عن دور الهيئة السياحي والتراثي الكبير في تطور وازدهار المواطن في ضوء توجيهات القيادة الرشيدة، حيث عملت منذ تأسيسها على قاعدة أنَّ عمل المواطن في مجال السياحة ليس مجاملة أو ملء خانة، فعمدت الهيئة إلى تنفيذ برامج تدريبية عميقة على مستوى عالٍ من الاحترافية، حتى أخرجت لنا جيلاً من أبناء الوطن المؤهلين لقيادة المشروعات السياحية في كل مكان.
وأشار إلى أن ما خططت له هيئة السياحة أصبح اليوم واقعاً من حيث الاستثمار والتوظيف واستمتاع المواطنين بوطنهم؛ فالسياحة تعني توفير فرص العمل الحقيقية للمواطنين، وما يميز سياحة المملكة عن غيرها من البلدان الأخرى أن الذي يستقبلك ويقدم لك الخدمات هو المواطن، والمواطن هو دليلك ومرشدك السياحي، وهو الذي يقدم لك الخدمات.. وأن الهيئة عملت منذ تأسيسها على قاعدة أن عمل المواطن في مجال السياحة ليس مجاملة أو ملء خانة؛ ولهذا عمدت الهيئة إلى تنفيذ برامج تدريبية عميقة على مستوى عالٍ من الاحترافية، فأخرجت لنا جيلاً من أبناء الوطن المؤهلين لقيادة المشروعات السياحية في كل مكان.
وقال: «إن الهيئة عَمِلت منذ خمس سنوات على تقديم التأشيرة السياحية؛ لكن مع برنامج التحول الوطني، قدمناه وقد استكملت الهيئة هذا المسار ورفعته للدولة، وكنا نتمنى أن ينطلق ذلك في شهر مارس الماضي ونحن جاهزون لذلك».
ولقد لامست كلماته الدقيقة والمؤثرة مشاعر الحاضرين حين استشهد بمقولة لخادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- التي دائماً ما يكررها في كل مناسبة؛ «إن مهمة المملكة الأولى والأساسية هي خدمة الحرمين الشريفين»، في خطابه طرح رؤيته الوطنية التي دائماً يركز عليها في المناسبات واللقاءات في باب الاعتزاز والافتخار بتاريخه ومقدساته وتراثه، فتعميق الاعتزاز والفخر حسب نظرته ضرورة أساسية كلما تم التركيز على العناية بالسياحة والتراث وكلما تمت زراعتها في قلوب المواطنين، فقال: «تمسكنا بالدين الإسلامي عقيدة ومنهجاً؛ هو العامل الرئيسي في بقاء هذه الدولة المباركة قائمة، وتنعم برغد العيش والأمن والأمان».
ولكي يفتح بوابة الأمل لكل مواطني هذا الوطن الكريم بحصوله على المكانة التي يستحقها على خارطة الدول المتقدمة والمميزة سياحياً وحضارياً. فقد أشار سمو الأمير سلطان إلى أن وطننا هو قبلة المسلمين ووجهتهم، وهو القلب النابض لعالمنا العربي والإسلامي، بقوله: «المملكة العربية السعودية هي بلد الحرمين الشريفين وبلد القيم والشيم، ونموذج فريد، ولها شخصيتها التي تُمَيّزها عن غيرها من دول العالم».
وهو أمل سيتحقق بإذن الله تعالى لأنه في اعتقاد سمو الأمير بأن لدينا من الفرص والإمكانات والقدرات قل ما لا يملكه غيرنا -ولله الحمد- كما أن لدى هذا الوطن أحد أهم مقومات النجاح، وهو المواطن الجاد القادر على تحقيق النتائج، وهو في نظره مستعد اليوم، أكثر من أي وقت مضى، للانطلاق نحو إيجاد اقتصاد جديد وإعادة الاعتبار والحياة لمواقع وتراث هذا الوطن العظيم، وتأسيس اقتصاد جديد راسخ ومنتج بإذن الله تعالى.
لقد طرح رؤيته الوطنية من أجل صناعة اقتصادية كبرى لوطنه يسوده العمل المؤسسي المتقدم وركيزته الطموح نحو المكانة اللائقة لوطننا، فقال: «إن الجزيرة العربية، هذه الأرض المباركة والعظيمة، هي أرض تحولات وأرض إنجازات كبرى طوال تاريخها حتى اليوم.. والله سبحانه وتعالى اختار الجزيرة العربية ليخرج منها أعظم أديان البشرية وخاتمها، خرج من أرض لها قيمة عالية، وفيها بشر يستطيعون أن يحملوا هذه الرسالة ولم يكونوا مسلمين قبل ذلك».
وأضاف: «الله سبحانه وتعالى جعل الثقة السماوية الكبيرة كي يحمل شعب الجزيرة العربية أعظم دين خلق للبشرية؛ ولهذا فأبناء الجزيرة العربية قادرون على تحقيق الإنجازات الكبرى والقفزات المهمة».. مضيفاً: «إن الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، قامت على أبناء الجزيرة العربية من آبائكم وأجدادكم، ونحن اليوم أحفادهم، وهم الذين ساهموا في بناء هذا الوطن وحمايته والذود عنه».
وفي نهاية كلمته، قال وأكَّد: «مخطئ مَن يعتقد أننا نجلس على بئر بترول؛ فالمملكة أرض الحضارة». هذا خلاصة لما أوردته كلمة سمو الأمير سلطان في افتتاح الورشة كمنصة رائدة جديدة ستسهم في تهيئة منظومة الشركاء المعنيين بتنمية صناعة السياحة والتراث الوطني للتجاوب بشكل شامل ومنظم مع توجه رؤية المملكة 2030 بإقرار منح التأشيرة السياحية للزوار الوافدين من الخارج، وتحقيق طفرة مهمة في مجال صناعة السياحة والتراث الوطني دعماً للاقتصاد وتحقيقاً للإثراء الثقافي والحضاري للمجتمع المحلي وللزوار على حد سواء.
إننا مهما تكلمنا عن جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مجال سياحة وتراث وطنه من حركة تطويرية دؤوبة في مختلف أنحاء الوطن، يعد زخماً وطنياً ووساماً مشرِّفاً لتاريخه الإداري ومواقفه القيادية المتميزة.
دام عطاؤك يا وطني ومنحك الله وسائل الحماية من كل سوء ومكروه، وبوركت جهود كل من يبث التجديد لمسارات وطنه، داعياً المولى جلّت قدرته أن تنعم جميع أرجاء وطننا بالأمن والاستقرار وأن تتضافر كل الجهود فيه أجمع لتحقيق غايات النمو والتفوق في السياحة والتراث والنهوض بإنسانها في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.