سعد الدوسري
تأخرتْ القافلة، لكنَّها أقبلتْ فجرَ السبت، مُحمَّلةً بالمنجزاتِ الاستثنائية، التي استماتتْ التياراتُ المؤدلجة، طيلةَ الأربعينَ سنة الماضية لكي تطفئَ جذوتَها، دون جدوى.
إنها وزارةٌ جديدة، بإرثٍ إبداعيٍّ متراكم، لا مثيلَ له.
إنها حالة فريدة. فالوزير الجديد يدخل إلى الوزارة الجديدة، دون أن يحتاج للبحث عن مكاتب أو أثاث أو منجزات تُلْفتُ النظرَ إليه. هناك مسيرة طويلة من المنتجات الثقافية والإبداعية، أدهشتْ العربَ والعالم، قبل أن تكون هناك وزارة. اليوم، ستكون وزارةُ الثقافة، السفيرةَ الرسميّة، لتلك المسيرة.
إنَّ الشغفَ والتجربة، اللتين عُرفتا عن الوزير بدر آل سعود، سوف تُعِينانه على استيعاب هذه الحالة. سيبدأ مهمته، صباحَ اليوم الأول، وهو محاطٌ بأصدقائه الذين سَبقَ لهم أن أسسوا هيكلَ المكان وملامحَ الزمان. سيجلس بينهم، لكي يناقشَ آلية نْظِم الأحجار الكريمة المتناثرة، في عِقْدٍ واحد، يزيّنُ به عنقَ الوطن المبتهج بمبدِعاته ومبدعيه. وهذه المهمة، لن تكون صعبة، إذا تمَّ اختيار الصائغ المناسب، الذي يعمل لكي يبتهج بالثقافة وبالفن، وليس لكي يفاخرَ بالوظيفة!