د. صالح بكر الطيار
تابعنا بكل اعتزاز الأوامر الملكية التي صدرت فجر السبت الماضي والتي دفعت بالعديد من الكفاءات والدماء الشابة إلى دوائر القرار في مناصب الوزراء ونواب الوزراء ومساعديهم، وأيضاً ما شملته الأوامر من هيكلة العديد من القطاعات وتأسيس وزارة للثقافة وفصلها عن الإعلام وهيئة ملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وإنشاء مجلس للمحميات الملكية وإدارة لمشروع جدة التاريخية.
وبالنظر إلى الأسماء التي شملتها الأوامر الملكية فإنها من الأسماء ذات الشهادات والخبرات المتميزة كل في قطاعه، وتم الاختيار بدقة وعناية وأيضاً الاستفادة من الفكر الشاب في تسيير أمور التنمية في قطاعات هامة مثل الهيئة الملكية للجبيل وينبع ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية، وأسماء جديدة في وزارات الطاقة والصناعة والثروة المعدنية والتنمية والعمل والاتصالات وتقنية المعلومات.
إن هذه الأوامر امتداد لما بدأه مليكنا سلمان الحزم منذ توليه الحكم والتي وضعت عهداً جديداً من المحاسبة والتطوير في القطاعات المختلفة وإنشاء قطاعات جديدة مبتكرة تركز على العمل الحيوي الذي يتماشي مع التطور الذي تشهده البلاد، وتحقيقا لرؤية 2030 التي تمضي بالدولة إلى مصاف الدول المتقدمة في العالم بل وتمثل أهم النماذج الناجحة المتميزة على مستوى الدول في هذا الجانب.
لقد انطلقت هذه الأوامر من خلال رؤية ثاقبة وتطلع مستنير إلى تطوير العمل والتركيز على الفكر الشاب وأيضاً الاستعانة بالكفاءات القادمة من القطاع الخاص، حرصاً على ربط الفكر المبتكر والاستفادة من تجارب حقيقية لأشخاص منتجين ومبدعين في تولي الوزارات وتوفير بيئة مناسبة من العمل الطموح لتحقيق أهداف وتطلعات ورؤية الدولة نحو المستقبل.
السعودية الجديدة التي بدأت وانطلقت وشهدت تغييرات جذرية ومحورية في التعيينات وفي مواجهة وتقصي الفساد وفي وضع قرارات جديدة تسهم في إنجاح خطط الاقتصاد والتنمية والتعليم والصحة والخدمات وغيرها ستسهم في توفير الراحة للمواطن وفي تحقيق متطلباته، والمضي بأحلامه إلى الواقع الفعلي.
وقد شاهدنا المشاريع الضخمة التي أطلقت مثل مشروع نيوم والقدية ومشروع البحر الأحمر وما ضمته في أهدافها من توفير بنية تحتية ستسهم في ضخ مليارات الريالات للاقتصاد السعودي وفي توفير مئات الآلاف من الوظائف المتجددة والنوعية.
إنه فجر التنمية الجديد الذي بدأ مع عهد الملك سلمان في ظل إشراف ومتابعة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قائد الرؤية السعودية وأنموذج القيادة الشابة الذي فتح أبوابا متعددة للنماء في البلاد وأسس لمئات الأفكار في وقت وجيز وخطط وتابع تنفيذ الأهداف بعمل دائم وجهد دؤوب في سبيل تحقيق المصلحة للبلد والمواطن.
نحن أمام درب جديد من المستقبل الطموح وستستمر الأوامر الملكية التي دائماً ما نفرح بمجرد الإعلان عن صدورها وقبل معرفة تفاصيلها، لأننا على يقين أن كل أمر يحمل في طياته السخاء والرخاء للوطن والمواطن ويسهم في وضع أسس جديدة متينة من الأمن والأمان والتنمية الحقيقية التي تعكس مكانة البلد وقيادته على مستوى العالم.