عبد الله باخشوين
و(بريد الجنوب) رواية لطيار فرنسي اسمه (أنطوان دوسانت - اكزوبري) نشرت له مجموعة من الأعمال الروائية من أهمها:- (الأمير الصغير) و(طيران الليل) و(أرض البشر) وجميعها ترجمت للعربية عن طريق دلر (المنشورات العربية) اللبنانية المتخصصة في ترجمة الأدب الفرنسي إضافة لروايات لم نرها بالعربية مثل.. الطيار الحربي.. وخطابالي رهينة .. والقلعة.. والمذكرات.
وبعد نشر مسودة عملة الروائي الأول (بريد الجنوب) يصبح في عام 1928 طياراً يعمل لحساب الخطوط الجوية التجارية بين تولوز والدار البضاء ودكار في عام 1939 تفوز روايته (أرض البشر) بجائزة الأكاديمية الفرنسية الكبرى للرواية.. وفي العام التالي خلال خدمته العسكرية ينشر كتاب (الطيار الحربي) الذي اعتبر دليلاً ومرشدا. في عام 1944 يقوم بآخر مهامة العسكرية في مهمة سرية ومن المرجح أن تكون طائرته قد أسقطتها الطائرات الألمانية لكن لاتوجد حول اختفاء معلومات أكيدة كان بعتبر علامة مميزة في الكتابة (النثرية الفرنسية) وأطلق على أسلوبه مسمى (الكيمياء الشعرية) وهنا أحب أن أنقل للقارئ بعض المقاطع التي تركت بصمات عميقة:-
** ذهب الأمير الصغير لرؤية الورد.. وقال له:
- أنت لا تشبه وردتي البتة، أنت لست شيئا بعد.. لم يؤلفك أحد وأنت لم تؤلف أحداً. أنت كما كان ثعلبي. إنه لم يكن سوى ثعلب يشبه مائة ألف ثعلب، ولكني جعلت منه صديقي.. وهو الآن فريد في العالم (الأمير الصغير).
** أسر إليّ ذات يوم قائلا: كان يقتضي علي ألا استمع إليها. لا يجب أبداً الاستماع إلى الأزهار. أحب النظر إليها واستنشاقها (الأمير....).
** إذا أحب أحد زهرة لا يوجد منها إلا نسخة واحدة في الملايين والملايين من النجوم..فذلك كاف لكي يكون سعيداً عندما ينظر إليها.. أن يقول بينه وبين نفسه (زهرتي هنا في جهة ما). لكن إذا غابت حروف اسم (الزهرة) فإن ذلك سيكون بالنسبة إليه ألوان النجوم انطفأت فجأة (الأمير...).
** حدثنا أدب رخيص عن الحاجة إلى الفرار. طبعاً، إن الإنسان يهرب بالسفر بحثاً عن المدى.. لكن المدى لا يوجد أن يبني ... والفرار لايؤدي إلى مكان (الطيارالحربي).
** لأننا كنا نحب أن نكتشف أنفسنا على الجزيرة الأكثر استهدافاً للخطر بين محيطين رهيبين.. هما الماضي والمستقبل (بريد الجنوب).؟!