إبراهيم بن سعد الماجد
الأوامر الملكية التي صدرت مؤخراً, حملت الكثير من المبشرات التي بعضها ظاهر للعيان, وبعضها الآخر يحتاج منحه فرصة ليظهر ويستبين خيره.
في هذه المقالة أقف مع ثلاثة من هذه الأوامر الملكية الكريمة نظراً لأهميتها البالغة, مستبشراً ومعلقاً طمعاً في المزيد من الخير.
الوقفة الأولى
الأمر الملكي بإنشاء الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة, لا شك أن العناية السعودية بالمشاعر المقدسة والحرمين الشريفين, وكل ما يتصل بخدمة ضيوف الرحمن إنها عناية متصلة غير منقطعة منذ توحيد المملكة وإلى هذا اليوم, وكل ملك سعودي له بصماته الواضحة, وتأتي الهيئة الملكية لتكون بصمة رفيعة وغاية في الأهمية يسجلها خدمة لهذه المدينة المقدسة وتلك المشاعر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله -, كل التجارب السعودية مع عمل الهيئات الملكية تثبت تفوقاً وتميزاً لافتاً وقويا, لذا فإن أعناقنا, بل أعناق كل المسلمين مشرأبة لهذه الهيئة وما ستقدمه من رعاية وخدمة للأراضي المقدسة, ليس في مجالٍ دون آخر, فما زلنا نتطلع إلى المزيد والمزيد, فما أعظمها من خدمة وما أجلها من أعمال.
الوقفة الثانية
الأمر الملكي بإنشاء المحميات الملكية, لا شك أنه قرار انتظرناه طويلاً كون بيئتنا تعاني من تصحر مجحف وخطير مما يهدد حياتنا البئية وينذر بكارثة مؤلمة, ويأتي الأمر الملكي الذي لم يقتصر على تحديد تلك المحميات بل كون لها مجالس إدارة تعمل من اللحظة مع المحافظة على حقوق المجاورين لتلك المحميات والمتنزهين, وهي لفتة في غاية الأهمية, الآن على هذه المجالس مسؤولية كبيرة في نقلة نوعية لبيئتنا من الإعدام الذي كانت تعيشه, إلى الأحياء وعمل كافة التدابير التي تحمي هذه البيئة وتعيدها كما كانت - بإذن لله - الجميع يقف مع هذه المجالس ويساندها ضد هؤلاء العابثين والمستهترين, بل إن هناك فرقا تطوعية تعمل منذ فترة أرى أن تستفيد منهم هذه المجالس وتدعمهم وتساندهم, ومنطقة القصيم نموذجاً حياً في هذا المجال بقيادة أميرها.
الوقفة الثالثة
الأمر الملكي بإنشاء وزارة للثقافة وتعيين هذا الوزير الشاب الطموح صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان لا شك أنه أمر ملكي جاء في وقت نحن في أمس الحاجة لمؤسسة قوية ترعى ثقافتنا التي كانت تعاني تشتتاً طوال عقود من الزمن, وعندما نتحدث عن الثقافة فإننا نعنيها بمدلولاتها الكثيرة والمتشعبة, ولا نعني جانباً دون آخر, في ندوة ثقافية بمدينة بريدة منذ أيام تحدثت عن تاريخ بلادنا وأن كثيرا من جيل اليوم يجهل بعض التفاصيل البسيطة في تاريخ الدولة السعودية بمراحلها الثلاث, وأكدت أن تاريخ الدولة السعودية لا يعني الأسرة الحاكمة فحسب بل أنه يعني كافة الشعب السعودي,والجهل به يُعد جاهلة غير مبررة, فتأسيس هذه البلاد يجب أن يعرف جيل اليوم كيف تم, كما أن استعادة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - لملك آبائه وأجداده يُعد ملحمة يجب على شبابنا معرفتها بتفاصيلها كونه مما يُعزز قيمنا الوطنية القائمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وزارة الثقافة يا سمو وزيرها وزارة أعتبرها سيادية كونها تنفذ لعقول الصغار قبل الكبار, ومن الأهمية بمكان أن تكون لنا أولويات في تقديم ثقافتنا لأجيالنا وللأم الأخرى, وقد أكون نرجسياً قليلاً عندما أقول إن المملكة العربية السعودية ثقافتها ممتدة منذ أكثر من 1400 عام أي منذ البعثة النبوية الشريفة, فمنذ تلك البعثة بدأ تاريخنا نحن في هذه الأرض, وهو قول يسنده الواقع لا التمني أو التطاول, وهو شرف نعتز به بين الأمم والشعوب, ويجب فعلاً أن نقدم أنفسنا بثقافتنا المستندة على هذا التاريخ العظيم.
مسؤوليتكم سمو الوزير جليلة وخطيرة, لك منا الدعاء بالتوفيق والتسديد, ونحن معك بالقلم وإن كان ثمة رأي سديد.