تدور أحداث رواية دعوة إلى الزمن الجميل للروائي عمر حسين سراج حول محاولة بعض الأصدقاء معايشة سنوات الستينات..ويقول المؤلف في جزء من الرواية: السبب وراء كتابة السيرة الذاتية وكأننا في عام 1967م ليس هو التعبير عن الحنين فحسب ولكن أيضاً للعودة كلما كان ممكناً إلى ذلك الماضي البعيد ليكون هو حاضرنا بحيث ننسحب انسحاباً ممتعاً من حياتنا الحالية إلى الحياة في تلك السنة.. من الواضح أن ذلك يعني أن لا أحد منا سيتحدث عمّا وقع بعد تلك السنة، وعلينا مساعدة بعضنا البعض على إنجاح هذا المسعى، ولدي قناعة تامة أنه في حال نجاحنا في الانسحاب المرجو فإن إحساسنا سيتعاظم بأن تفاعلاتنا ومناقشاتنا معاً تتم في العام 1967م وقد يكون الأمر صعباً في البداية، ولكن ما أن نترك أنفسنا العنان في هذا الاتجاه سيزداد تمتعنا بالتجربة الفريدة ضحك بيتر بعصبية بينما استهجن سعد ما يسمع من فهمي ما دفع بالأخير للتعليق قائلاً:
- ألم تكن تلك أجمل سني عمركما رغم منغصاتها؟!
أجاب سعد باستسلام:
- بالفعل يا فهمي عندما أتذكر كل تلك الأيام بما لها وما عليها، بالفعل لا أري غير الجانب المشرق منها!
واصل فهمي قائلاً:
- حسناً هذا ما نشعر به جميعاً ولكن حتى تكتمل تجربتنا بالشكل الذي نريد، علينا اتباع عدد من القواعد المهمة أولها إدراك بعض الأمور الغائبة عن أذهاننا ومنها أننا كثيراً ما نشكو متاعبنا الصحية خاصة بعد الاطلاع على الكتب والمجلات والنشرات الطبية، ويزداد تدهور حالنا يوماً بعد يوم، وبسرعة كبيرة بعد استشارة الأطباء، ونبدأ بالإحساس بأعراض جديدة أسوأ مما سبق مثل تغيير مذاق الطعام وضعف الشهية ووهون القوى.