«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
منذ أن غادر الدكتور صالح بن أحمد بن ناصر الاتحاد السعودي لكرة القدم كعضو ورعاية الشباب كوكيل للرئيس العام لم يخرج في لقاء صحفي أو تلفزيوني، واكتفى بالمتابعة عن بعد، رغم أن تاريخه الطويل والعريض يشفع له بالحديث عن أي موضوع يخص الشأن الرياضي والشبابي.
«الجزيرة» تواصلت مع الدكتور صالح بن ناصر فرحب بها، وطلبناه في لقاء صحفي، فتجاوب مشكوراً، ومنحنا لقاء مثيرا، تحدث فيه عن الحراك الرياضي الحالي، ودعم القيادة للرياضة، وعن دوره في إدارة رعاية الشباب التي كانت تابعة لوزارة العمل، وتحدث عن تكليفه بحضور الاجتماع الآسيوي الذي طُرد فيه اتحاد الكيان الصهيوني، كما تحدث عن بطولات المناطق، كل ذلك كان في الجزء الأول من لقاء الدكتور صالح بن ناصر.
* مارأيك في الحراك الذي تشهده الرياضة السعودية في الوقت الحالي..!؟
- الأمور في الرياضة السعودية تسير بالشكل الصحيح، وطالما الدولة تهتم بالرياضة فلا خوف عليها، إذ إن الدولة سددت ديون الأندية الخارجية، وأولتها اهتمامها، وأرجو أن يساهم هذا القرار في تفرغ الأندية لتطوير ألعابها، وأن يكون هنالك اتزان في عملية التعامل المالي، وأن ينفذ القرار الصادر منذ سنوات طويلة، والذي ينص على ألا يترك رئيس النادي رئاسته إلا بعد أن يسدد ماعليه من التزامات مالية.
* كيف ترى قرب واهتمام سمو ولي العهد بالرياضة ودعمه الكبير للمنتخب والأندية..!؟
- اهتمام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان واضح للملأ، واهتمامه ليس فقط بالجانب الرياضي، بل يهتم سموه بتنمية المجتمع السعودي، والوضع الذي يشاهده المواطن السعودي فيه كل الرضا والتقدير، والكل يدعو لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ونسأل الله لهما التوفيق والسداد، وكل القرارات التي اتخذت في عام واحد تصب في مصلحة الوطن، والرياضة واحدة من القطاعات التي تجد اهتمام القيادة، وهذا العصر الرياضي أطلق عليه العصر الذهبي للتطوير.
* بحكم معاصرتك، إلى أين تتجه الرياضة السعودية..!؟
- تتجه لمنصات التتويج، وليس فقط في كرة القدم، بل في جميع الألعاب، وإن شاء الله هذا ماسيتم، فالوقت الحالي لدينا الإمكانات المالية التي من الممكن أن تساهم في التطوير، والرجال القادرون على تطوير هذا العمل موجودون، وبقي أن ينظر الجميع للمستقبل الذي يدعو للتفاؤل، وأتوقع بأن يكون للرياضة السعودية شأن كبير جداً في المستقبل القريب.
* ماذا تتوقع للمنتخب السعودي في مونديال روسيا..!؟
- نحن نتأهل لكأس العالم للمرة الخامسة، وموقف المنتخب الآن جيد، وهذا يدل على الاهتمام بالرياضة السعودية سواء من مسؤولي الدولة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، أو حتى المسؤولين عن القطاع الرياضي، وبإذن الله يتحقق مانصبو إليه، وكل ما أتمناه أن يتم العمل على بقية الألعاب للوصول للعالمية.
* مارأيك في معالي المستشار ورئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ..!؟
- معالي المستشار تركي آل الشيخ رجل نشط وموفق، وفي الوقت الحاضر ربما ينفذ سياسة إيجابية في موضوع تطوير وبناء الرياضة، واهتمام معاليه ملاحظ، ويشكر عليه، وإن كنت أتمنى أن نشاهد ألعابا أخرى جماعية وفردية في المستوى المأمول.
* كرئيس سابق للجنة الاحتراف، كيف شاهدت احتراف اللاعبين السعوديين في اسبانيا، وهل نجحت التجربة..!؟
- لا أستطيع أن أطلق عليها احترافا، بل هذا نوع من العمل الجيد، فأن تدفع ببعض اللاعبين ليتمرنوا ويتدربوا مع فرق عالمية هذا مهم جداً، فاللاعب السعودي يجب أن يدرك ماهو الاحتراف، فالاحتراف فيه التزام، وبعض اللاعبين السعوديين الذين سبق وأن احترفوا خارجياً لم يكونوا ملتزمين بما تقضيه أنظمة الاحتراف وأساليب المدربين التي تعتمد على الاحتراف، ومن هنا نقول: الاحتراف غير، والابتعاث للتدريب لفترات معينة أمر آخر، والتجربة التي خضناها ليست جديدة، فاليابان حينما أرادت أن تطور مستوى منتخبها لكرة القدم لجأت لهذا الأسلوب، وتايلاند حينما فكرت في عملية تطوير منتخبها فكرت بهذه الطريقة ونجحت فيها، وبالتالي تجد حالياً لاعبين من اليابان وتايلاند محترفين في أوروبا، والتجربة التي قامت بها السعودية حالياً أعتبرها تجربة ناجحة، وأرجو أن يستفيد منها اللاعب السعودي.
* وما رأيك بوجود الأجانب السبعة في الدوري السعودي..!؟
- دعنا نشاهد التجربة بشكل أكبر، فمن الصعب الحكم عليها حالياً، ولكن أنا كرأي شخصي لا أميل لزيادة العدد عن 4 لاعبين أجانب، فنحن لابد من أن نتيح الفرصة للاعبين السعوديين.
* مارأيك في إتاحة الفرصة للاعبين المواليد والسماح لهم باللعب في الدوري المحلي..!؟
- السماح لهم أمر ممتاز، وقد جُرب هذا الأمر في أكثر دول العالم، ونحن لدينا مجموعة من اللاعبين في جميع الألعاب الفردية والجماعية من الممكن أن يحققوا نتائج ايجابية.
* هل بالإمكان أن تحدثنا عن فترة رئاستك لأولى إدارة لرعاية الشباب، وكيف كانت الرياضة وقتها..!؟
- أول علاقة لي برعاية الشباب كانت في عام 1963 حينما كانت رعاية الشباب إدارة من إدارات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وسبقني فيها عبدالله العبادي- رحمه الله-، وقد كانت قبل ذلك تابعة لوزارة الداخلية، ومن ثم انتقلت لوزارة المعارف، ومن ثم وزارة العمل، وقد تشرفت بالعمل في الإدارة التي كانت تضم 7 موظفين سعوديين فقط، مع وجود 3 خبراء مختصين، وكان لدينا مسابقات جيدة على مستوى كرة القدم، ولكن بعد فترة من وجودي في إدارة رعاية الشباب تم ابتعاثي إلى الولايات المتحدة لأكمل دراستي في الماجستير والدكتوراة، وقام بالمهمة بعدي عبدالعزيز الثنيان- رحمه الله-، وبعده تولى المهمة الأمير خالد الفيصل، وتم إنشاء ملعبي الملز وملعب جدة، ومن ثم أتى الأمير فيصل بن فهد ومعه بدأ التطوير الحقيقي والكبير للرياضة، لتنفصل رعاية الشباب من وزارة العمل وتصبح رئاسة عامة لرعاية الشباب، وحينما عدت إلى المملكة عملت في وزارة العمل، ومن ثم عينت وكيلا مساعدا للإذاعة والتلفزيون في وزارة الإعلام وفي نفس الوقت كنت عضوا في اتحاد كرة القدم، ثم انتقل عملي من وزارة الإعلام للرئاسة العامة لرعاية الشباب كوكيل.
* يقال إنك أول من سجل اللجنة الأولمبية السعودية في الأولمبية الدولية وأول من طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد الآسيوي..!؟
- في المرة الأولى وحينما كنت مديراً لإدارة رعاية الشباب كلفت من قبل وزير العمل في أن أسعى لتسجيل المملكة كعضو في اللجنة الأولمبية الدولية، وكان اجتماع اللجنة الأولمبية عام 1964 في اليابان، فذهبت على رأس وفد ضم عبدالله كعكي- رحمه الله- والخبير السوري تيسير مشنوق، وبعد مناقشات قُبلت المملكة كعضو بتصويت جميع الأعضاء باستثناء عضو واحد، وهذا أول عمل أقوم به خارجياً، وبعد عودتي من الابتعاث كُلفت من قبل الأمير فيصل بن فهد لأشارك في اجتماع لمجلس إدارة الاتحاد الآسيوي في ماليزيا، وكان الاتحاد الإسرائيلي عضوا في الاتحاد الآسيوي، وتم الاتفاق والتنسيق مع الدول العربية الآسيوية والدول الإسلامية في الاتحاد على وجوب رحيل الاتحاد الاسرائيلي من الاتحاد الآسيوي، وتم هذا الموضوع، كما رشحني الأمير فيصل بن فهد لرئاسة وفد مكون من رئيس اللجنة الأولمبية المصرية ورئيس اللجنة الأولمبية العراقية ورئيس اللجنة الأولمبية المغربية، وهذه المهمة جاءت بعد معرفتنا بأن الاتحاد الإسرائيلي أراد الوقوف حداداً في إحدى مباريات الدورة الأولمبية وتنكيس جميع الأعلام، فذهبنا لكندا والتقينا باللجنة المنظمة والمسؤولين في كندا وأبلغناهم رسالة من العالم العربي، وأنه متى تم تنكيس الأعلام فإن الدول العربية لن تشارك في الدورة المقامة في كندا، وبعد مناقشات صدر قرار بعدم تنكيس الأعلام، وعدم إدراج السياسة في الرياضة.
* كيف أُقر نظام الاحتراف..!؟
- نظام الاحتراف أُقر في منزل الأمير فيصل بن فهد الذي كان يتواجد فيه رئيس الاتحاد الدولي هافيلانج وأمين عام الاتحاد الذي أصبح فيما بعد رئيساً للفيفا بلاتر، فقال الأمير فيصل لهافيلانج نحن لدينا ملاعب ومنشآت ولاعبين، فماذا ينقصنا، قال ينقصكم الاحتراف، فكلفني الأمير فيصل بن فهد مع عبدالفتاح ناظر- رحمه الله- وعبدالله الدبل- رحمه الله- كان موجودا في اللجنة التنفيذية للفيفا، فذهبنا لنعرف الاحتراف أكثر، فعمل لنا الفيفا مواعيد مع 5 اتحادات تطبق الاحتراف في أوروبا وهي انجلترا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واسبانيا، وبعثوا معنا مدير الشؤون الفنية في الاتحاد الدولي ليساعدنا في إقناع الدول حتى نستكمل نظام الاحتراف، ووجدنا تعاونا كبيرا، وعدنا للسعودية وعملنا على أول لائحة للجنة الاحتراف، وعرضناها على الأمير فيصل بن فهد، فقال وزعوها على أعضاء مجلس الإدارة، وامنحوهم أسبوعين لدراستها، ومن ثم يعقد اجتماع، فانتهت المهلة، وعقد الاجتماع الذي كان تاريخيا بمعنى هذه الكلمة، إذ بدأ الاجتماع برئاسة الأمير فيصل بن فهد الساعة 11 صباحاً وانتهى الساعة 4 فجر اليوم الثاني.
* ماذا كان يدور في هذا الاجتماع الطويل..!؟
- أخذنا اللائحة مادة مادة وناقشناها، وكان هنالك رؤساء أندية يعارضون نظام الاحتراف، فهم كانوا يعتقدون بأنه سيكون هنالك تمرد لدى بعض اللاعبين، وكان خيالهم يقودهم لذلك، بينما هو في الواقع يريد أن يسيطر على اللاعب، ومن هنا طال النقاش.
* هل بطولات المناطق التي كانت تقام سابقاً تعتبر بطولات دوري أو هي تصفيات لبطولات أخرى..!؟
- حينما ابتعثت لأميركا لم أتابع ماحصل في البطولات، ولكن أنا أعتقد بأنها كانت بطولات مناطق، ففي كل منطقة هنالك بطولة خاصة في المنطقة.