استبشر الكثيرون بقرار مجلس الوزراء أن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية للمؤتمرات والندوات التي تُعقد بالمملكة عن طريق جهات حكومية بمشاركة خارجية وأن يلتزم المشاركون باستخدام اللغة العربية. لا شك أنه قرار تاريخي يدعم اللغة العربية ويحفظ لها مكانتها باعتبارها لغة لوطننا يجب الحفاظ عليها والتي يحق للإنسان أن يفخر بها.
إن هذا القرار يأتي مواكباً لرؤية الوطن 2030، فوطننا المملكة العربية السعودية هو عمق الإسلام وجذوره التاريخية وعمق اللغة العربية وإرثها الحضاري والثقافي، فاللغة العربية تستوعب مستحدثات العصر ومخترعاته وتشق آفاق مختلف العلوم وضروب الآداب والفنون وبذلك الاهتمام تبقى للغة العربية حيويتها ويتجدد شبابها على مدى الأيام.
وتمتاز اللغة العربية من بين اللغات العالمية بأنها لسان القرآن الكريم والحديث الشريف ولغة هذا التراث العلمي والأدبي المتنوّع والممتد في عمق الزمن أكثر من ستة عشر قرناً لم تضق طوال هذه المدة بتدوينه ولم تعجز لكثرته، وتمتاز بدقة الألفاظ وسعة في المعاني وفصاحة في التراكيب.
إن اللغة العربية هي عنوان الهوية العربية شرفها ومجدها وعمودها وعمادها وأساسها الراسخ المكين، إن اللغة العربية هي شخصية المملكة العربية السعودية وهوية أبنائها وإن قرار مجلس الوزراء تعزيز لمكانتها وترسيخ لأهمية ثقافتنا الممتدة، وإن الأمم المتقدّمة تضع من لغتها وسيلة قوية لتمكين ثقافتها.
أسأل الله أن يوفّق جهود الغيورين من أبنائها بأن تكون لها الريادة والمكانة المرموقة وأن تصبح لفة الإعلام والبحث العلمي والتدريس في الجامعات فهي رباط وحدة الأمة، فلمجلس الوزراء آيات الشكر والعرفان ووفق الله قادتنا؛ وحكومتنا الرشيدة للحفاظ على لغتنا وقيمنا هذا وبالله العون والتوفيق.