1- هناك من لا يزال يخجل من الاعتذار إن أخطأ، وما علم أنه إذا اعتذر خجل مرة واحدة، بينما إن لم يعتذر خجل من خطئه مئات المرات.
2- تذكر أن عدم الاعتذار عن الخطأ هو في الحقيقة ارتكابُ خطأ آخر.
3- تعلم فن الاعتذار والتنازل من أجل الأهم، وتذكر: «القلوب أولاً».
4- ربما كان حديثك مع نفسك بأنك شخص لا تملك القدرة على أن تسامح الآخرين، وتقول: «إنها تحتاج إلى قوة لا أمتلكها!» وأقول: «إنك تملك القدرة، وما ينقصك هو الإرادة واستحضار المكاسب العظيمة التي ستنالها بإذن الله».
5- للأسف، إن الذين يختارون عدم التسامح يضرون أنفسهم ابتداء، وينالون منها، ويسقون أنفسهم سُمًّا باختيارهم، ويسجنون أنفسهم في أقفاص الماضي، ويحملون همومًا أثقل من الجبال، ويكبِّلون أنفسهم بأغلال حماقات الآخرين، معتقدين أنهم يتسامون أو ينتصرون بتلك المشاعر الضاغطة.
6- كيف تعتذر؟
أظهر ندمك عندما تجرح مشاعر أحدهم؛ فإبداء الندم الصادق يحطم الحواجز ويرطب القلوب، فبمجرد أن تبدأ حديثك بكلمة (أنا آسف) أو (أعتذر لك) وغيره من الكلمات الصريحة سيشعر معها الطرف الآخر براحة، حيث إنك قد حفظت له كرامته وقد رددت اعتباره له.
عليك أن تكون محددًا ودقيقًا في اعتذارك؛ بمعنى أن يكون الاعتذار عن السلوك بعينه الذي مارسته أو الكلمة التي أخطأت فيها، وكذلك الاعتراف بالمسؤولية كاملة، وعدم الدفاع والتهرب، ويتمثل هذا في قولك: «أنا أخطأت في كذا وكذا».
عوِّض من أخطأت في حقه، ويتمثل هذا في المحاولات الجادة لإيجاد الإجابة عن سؤال (ماذا يمكنني أن أفعل لك وأصلح ما حدث؟) أو تقديم هدية مناسبة أو دعوته على وجبة عشاء وغيرها.
النية الجازمة الصادقة في عدم تكرار الخطأ؛ ويعني هذا عقد العزم على عدم العودة إلى ذلك التصرف المزعج.
طلب العفو والمسامحة يعدُّ دليلاً جليًّا على حرصك على المحافظة على علاقتك مع الآخرين. وتلك الخطوة هي أصعب مراحل الاعتذار، وذلك لاحتمال أن يرفض الطلب ومن ثم يفلت زمام الأمور وتنتهي العلاقة؛ لذا لا تقم بالخطوة الأخيرة إلا عندما ترى انفراجًا في نفسية الطرف الآخر، وتفاعلاً إيجابيًّا مع اعتذارك.
قبل أن تعتذر، ضع نفسك مكان من جرحته، وقيِّم الأمور من منظوره.
إذا كنت صاحب الحق، فاطلبه! لا يعني ذلك أن تطلب اعتذارًا بالمعنى الحرف، بل أن تعاتب الطرف الآخر على تصرفه، وتنبهه إلى ما فعل، وتوضح له أثر ذلك على مشاعرك وعلاقتك به.
إذا أساء إليك أحد فكن المبادر بإصلاح العلاقة : فإن من أحس بالإساءة وانكب بتفكيره عليها سوف يجعل المشكلة تتضخم حتى تخرج عن السيطرة، وحينما تصلح العلاقة فافعل ذلك بطيب نفس، دون أن يكون في قلبك غضب وغيظ.
اعترف بأخطائك، واعتذر، واطلب الصفح؛ حينما تتأزم العلاقات فعلًا قد يكون الحل أن نعترف أننا مسئولون على الأقل عن الأزمة. ولا يكفي أن نشعر هذا في سرائرنا، بل كثيرًا ما يكون الحل الوحيد أن نعترف بالخطأ ونعتذر.
من الذوق والمروءة أن تقبل دومًا عذر غيرك وتحفظ ماء وجهه حتى وإن لم يقنعك عذره؛ فإن رددته ولم تقبله خذلته وكسرته، وهذا ليس من شيم أهل الأدب والذوق.
من آداب الاعتذار: أن تنظر لعينيْ من تعتذر منه وأنت تنطق بكلمات الاعتذار؛ ليقرأها في عينيك وهو يسمعها بأذنيه!
تسامح مع من غضبت عليه ولا تقيد جواد عفوك وحلمك من العَدْو نحو الآخر، ولا ترضَ بأن يهزمك الغضب أو سوء الفهم ويوقعك في الأسر، بل بادر وتسامح.
طهر قلبك واختم أسبوعك بقول: «يا رب، عفوتُ عن كل الناس»!