محمد المنيف
أصبحت أعداد المواهب في الفنون التشكيلية في المملكة من الجنسين تفوق التوقع منهم من تلقى تعليماً أكاديمياً في كليات الفنون والتصميم ومنهم من اعتمد على الذات في تطوير موهبته وكل منهما يحتاج إلى دورات تدعم تلك المواهب إذا علمنا أن خريجي أو خريجات الكليات ممن تلقى تعليماً أكاديمياً الكثير منهم يبدأ اكتشاف قدراته الخاصة بعيداً عن متطلبات المواد الدراسية المحكومة بمطالب المحاضرين، إضافة إلى أن سبل تعلم أسس العمل الفني في الكليات جزء من المنهج وقد لا يتحصل الطالب أو الطالبة على تلقي تلك الأسس بشكل مكثف.
هذه المقدمة قصدت منها تمهيدًا لما أنا بصدده وهو واقع الدورات التشكيلية مع التحفظ على الكثير منها وتقدير القليل الذي يقدمه أصحاب خبرات وقدرات يستحقون أن يمنحوا ترخيصاً رسمياً للتدريب، تلك الدورات التي يتلهف لها كل مبتدئ أو راغب في اكتساب خبرة يضيفها ويؤكدها ما وصل إليه من تجارب تضع أولئك المواهب في حيرة عند الوقوف أمام المدرب أياً كان وليكن المتخصص ممن تلقوا مؤهلات جامعية أو من معاهد لتعليم تكنيك الفن وأسس بناء العمل، فيصبح الموهوب بين شعوره بأنه أفضل من المدرب وبين أن يتبع خطوات ذلك المدرب، ومع أن كثيراً من مخرجات الدورات لم تكن مانحة للموهوب كيفية التخلص من التبعية والتقليد فأصبحت مشاركات الشباب في المعارض نسخاً ممن دربهم، دون أدنى محاولة للخروج من تلك العباءة، ولو ببعض الخصوصية، إذ إن المفترض على الموهوب أن يأخذ أسس بناء العمل خطوطاً أو تلويناً وليس المطابقة والتقليد المباشر للمدرب.
هذه الحالات تضع المتدرب من المواهب في دوامة الانحياز لطريقته أو اتباع ما تلقاه من المدرب وهي مرحلة طبيعية إذا أحسن الخروج منها ولو بعد فترة من التجريب، وقد يكون للمدرب الحذق والمتمكن، بل طرق التدريب أن يمنح المتدرب القدرة على عدم التكرار لم تلقه وأيضاً بما بعد المتدرب من المطابقة.