«الجزيرة» - د.عبدالله بن فهد أباالجيش:
أشاد معالي رئيس الوزراء الكمبودي السيد هون سين بالدور الكبير والمؤثر الذي تقوم به منظمة التعاون الإسلامي ممثلة بأمينها العام معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين لجهوده النبيلة والمقدرة الداعية لحوار الأديان وتعايش الثقافات من خلال المبادرات المتعددة التي أقامتها المنظمة مع مختلف دول العالم خاصة ذات الأقلية المسلمة الذي أثمر جليًا هذا الدعم المتواصل في خلق تعايش دائم مبني على التسامح والمحبة، مشيرًا إلى المبادئ السامية التي تتضمنها مشاركات المنظمة بمختلف المحافل الدولية لتؤكد القيم الجليلة التي اتفقت عليها جميع الديانات على نبذ الكراهية والتطرّف والدعوة للإخاء والسلام مما دعا كمبوديا إلى التقدم بطلب ضمها إلى المنظمة كعضو مراقب، متطرقًا الى دور المنظمة المتفرد في توحيد كلمة الدول الأعضاء في المجتمع الدولي في كل ما من شأنه صناعة السلام والاستقرار إِذ تشكل المنظمة مناخًا اجتماعيًا إيجابيًا لصناع القرار لإحلال السلم والاستقرار، جاء ذلك في حفل الإفطار الرمضاني والمقام للسنة الخامسة على التوالي برعاية رئيس مجلس الوزراء وحلول المنظمة كضيف شرف لهذا العام، وذلك بحضور كافة أعضاء الحكومة الكمبودية وأفراد البرلمان وسفراء الدول الإسلامية ولفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي ورجال الدين وجمع من المسلمين الكمبوديين قدر حضورهم بـ5 آلاف مشارك، وتأتي أهمية المناسبة بكون كمبوديا تمثل نموذجًا ناجحًا للتعايش بين المسلمين والبوذيين في المنطقة، وما يتمتع به المسلمون من كامل حرياتهم الدينية وأداء شعائرهم، وفي كلمته التي ألقاها هُن سين بهذه المناسبة أشار كذلك إلى أن المسؤوليات الجسام التي تتحملها المنظمة بوصفها صوتًا للعالم الإسلامي إنما تعكس مقدار التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي بشكل عام في محاربة الأفكار الهدامة والمتطرفة التي دمرت مؤخرًا بلدانًا وحضارات نتيجة عزل دعوة الحب والتسامح، معبرًا عن بالغ تقديره للرسالة النبيلة التي كرست لها منظمة التعاون الإسلامي كافة إمكاناتها وبذلت لها أعظم الجهود، مضيفًا أن حضور المنظمة لهذا النشاط في كمبوديا غير مستغرب إذ يعود اهتمام المنظمة بملف التعايش الإسلامي لمعالي الدكتور العثيمين لعدة سنوات مذكرًا بزيارة سابقة تمت في عام 2016 م كان لها اكبر الأثر في صنع نقلة نوعية لمستوى العلاقات وتمكينها، مما أسهم في خلق منظومة جديدة من المشاريع والأنشطة علاوة أن هذالحضور إنما يعكس رؤيتها للدعوة لحوار اتباع الأديان والذي تعد فيه مملكة كمبوديا كأحد النماذج المتميزة القليلة في العالم، ومن ثم ألقى ممثل المنظمة بالنيابة كلمة عن معالي الدكتور أحمد بن يوسف العثيمين الأمين العام، ألقتها الأستاذة مهلة بنت أحمد طالبنا مدير عام الشوؤن الثقافية والاجتماعية والأسرة قالت فيها:
معالي رئيس وزراء مملكة كمبوديا السيد هنسن وحرمه الكريم
أصحاب المعالي والسعادة، أيها الضيوف الكرام
لأنه من دواعي الفخر والاعتزاز أن أقف معكم الْيَوْمَ في هذا الحفل الرمضاني البهيج ممثلة عن منظمة التعاون الإسلامي الذي يوجد مقرها الرئيس بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
وباسم معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يسعدني أن أعبر لكم عن تقديرنا العالي لقيادة المملكة الكمبودية، وعلى وجه التحديد لرئيس مجلس الوزراء هنسن، لتنظيمه هذا حفل الإفطار الرمضاني، فنحن بمنظمة التعاون الإسلامي نعبر لكم عن عميق شكرنا وتقديرنا لجهود الضيافة وحفاوة الاستقبال لكافة الحضور.
إن تنظيم حفل الإفطار السنوي إنما هو دلالة على احترام مملكة كمبوديا الدائم للتنوع والتعدد الثقافي والسماحة وتقديرها الكبير للجالية الإسلامية، وبوصفها منظمة التعاون الإسلامي الصوت الجامع.
إن سياسة حكومة كمبوديا في إطار دعمها للتعايش السلمي والوئام بين الشعوب والثقافات يمثل نموذجًا مميزًا لدول المنطقة المجاورة ليحتذى به، إن دعم القيادة الكمبودية لسماحة الأديان أثمر عن مخرجات إيجابية أسهمت في تميز كمبوديا عن سائر الشعوب.
معالي رئيس مجلس الوزراء إن منظمة التعاون الإسلامي تضم 57 دولة، إذ أنشئت عام 1969 وهذا التحالف من الأعضاء يعرف باسم (العالم الإسلامي) ويضم كذلك المجتمعات الإسلامية حول العالم، كما يمثل خمس سكان العالم ولها دور مؤثر في الشأن الدولي، بصفتها ثاني أكبر منظمة دولية فإن منظمة التعاون الإسلامي ملتزمة بالتعاون مع المجموعة الدولية لتعزيز الاحترام المتبادل والوئام بين الشعوب بخلفياتها الثقافية والاجتماعية المختلفة، لغرض تعزيز السلام الشامل والاستقرار والأمن والتنمية. نتطلع لبناء علاقات ثنائية بين منظمة التعاون الإسلامي ومملكة كمبوديا في جميع المجالات وتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، إن الأمانة العامة ستواصل عملها مع الحكومة الكمبودية لمتابعة إجراءات طلبها لعضوية دولة مراقبة في المنظمة.
أنا أشعر ببالغ السعادة والفخر لوجودي مع معالي رئيس مجلس الوزراء وضيوفه الكرام لأشارك بهذا المحفل السعيد في حفل الإفطار الرمضاني، مجددًا الشكر لمعالي رئيس مجلس الوزراء وحكومته الموقره تجاه رعايته وعنايته بالجالية المسلمة من الشعب الكمبودي، ومن ثم أقيمت عدد من الفعاليات الثقافية الكمبودية المصاحبة للمناسبة.