د. منصور بن صالح المالك
لا توجد منطقة في العالم أكثر سخونة من منطقة الشرق الأوسط.. الحروب في الشرق الأوسط.. الثورات في الشرق الأوسط.. الأزمات العالمية تبدأ من الشرق الأوسط. والصيف في الشرق الأوسط دائماً ملتهب ودائماً مرعب ودائماً يحمل بذور الحرب. هذا العام ليس استثناءً بل إنه قد يكون الأسخن والأكثر التهاباً في تاريخ المنطقة.
حرارة هذا الصيف بدأت مبكراً بانتخابات لبنان والعراق مروراً بقرار الرئيس ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وقبله قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. إضافة إلى هجمات إسرائيلية متتالية على القوات الإيرانية وحلفائها في سوريا وغزة وتعهد إيراني بالرد القاسي.
إذاً نحن أمام صيف ساخن من العراق لفلسطين ومن سوريا للبنان وصولاً لإيران وهو نتيجة طبيعية لعمليات التدخل والتخريب للعالم العربي الذي تقوم به إيران.
في العراق تحاول إيران تخريب الانتصار الذي حققه الزعيم الديني مقتدى الصدر إما بمحاولة سرقة نتيجة الانتخابات وخلق كتلة موالية لها وإما بالتشكيك بنتائج الانتخابات ومحاولة إلغائها واستمرار الحكومة الحالية كحكومة تصريف أعمال. هذا التدخل الإيراني المفسد يمكن أن يشعل حرباً أهلية في العراق.
في لبنان تقوم إيران بتجيير انتصار حلفائها لاستكمال سيطرتها على لبنان وتحويله إلى قاعدة متقدمة في مواجهتها مع العالم. لكن تشكيل حكومة قد يكون مستحيلاً بعد تصنيف حزب الله كحزب إرهابي عربياً ودولياً. فشل تشكيل الحكومة سيقود لبنان إلى عين العاصفة وهو ليس بعيداً عنها.
إيران تحاول التخريب بتوجيه عملائها في غزة لإشعال حرب إسرائيلية على غزة لأن منطقة غزة هي المنطقة الرخوة في الصراع الإيراني مع المنطقة ويستطيع الإيرانيون استغلالها في أي وقت لتحقيق أهدافهم كما أن غزة هي تاريخياً في عقل ووجدان كل عربي والهجوم عليها ينظر اليه أنه هجوم إسرائيلي على الأمة العربية.
أما إيران نفسها فتواجه مشكلات اقتصادية هائلة من البطالة إلى التضخم إلى انخفاض العملة يضاف اليها عودة العقوبات الأمريكية والاضرابات والمظاهرات في كافة المدن والقرى الإيرانية.
المنطقة مقبلة على تطورات كبيرة في هذا الصيف وإذا اشتعلت الحرب فستكون حرباً قاسية تصبح كل الحروب السابقة تبدو كنزهة في فضاء الشرق الأوسط الساخن.