خالد الربيعان
ريال مدريد يا سادة يعرف من أين تؤكل الكتف! والكتف هنا ليست كتف نجمنا العربي ممثلنا في النهائي الأوروبي! أكثر نهائي في تاريخ دوري الأبطال تأثر به العرب، نهائي كييف، والبطولة ككل تعد من أنجح النسخ في تاريخ دوري الأبطال، أكثر من ملياري يورو، أرباح ناتجة عن تنظيم البطولة في أدوارها المختلفة في العواصم الأوروبية!
هذه المدن: روما، برشلونة، مدريد، ليفربول، وباريس وغيرها، ذهب إليها السائحون، راجت فيها المطاعم والسياحة والفندقة والمواصلات والطيران! أنفق السياح 237 مليون يورو!، نتكلم هنا عن بطولة وحدث يقام «كمشروع» دولي يحقق مداخيل وأرباحًا من خلال التسويق الرياضي، ينجح كل سنة! كل سنة بلا أي مفاجآت.. كل هذا ينم عن فكر وعن عمل!
أما عن مباراة النهائي نفسها، فربحت منها كييف، 50 مليون يورو، أضيفت لاقتصاد المدينة الأوكرانية الجميلة، أما الأثر الاقتصادي ككل بعد احتساب فوائد وأرباح النهائي تعدى مبلغ الـ3 مليارات يورو، حفل الختام اختير بعناية، كيف تبهر الحضور والعالم في مدة ربع ساعة فقط، تشمل الديكورات والإضاءة والألعاب النارية والمؤثرات البصرية، وثلاث أغانٍ مبهرة لمغنية شبابية بريطانية!
حضر النهائي في المدرج أكثر من 50 ألفًا، كان أكثرهم من مشجعي ليفربول الذين كانوا متفائلين بهذا النهائي وقبل حادث « الجودو» بين صلاح وراموس!، ونشرت الصحف أن المشجع الليفربولي كان يتكلف 3 آلاف يورو ثمن الإقامة لمدة 4 أيام شاملة يوم النهائي في فنادق كييف لأجل هذا اللقب الذي كان منتظرًا، وخطفه ريال مدريد خطفًا!
وبمناسبة ريال مدريد، وبصفتي كمُطَّلع على أمور التسويق وكواليس كرة القدم، أقول إن الوقوف على منصات التتويج له استراتيجيات وتكتيكات «عجيبة»، وأن الفارق في التعامل مع النهائي أو الساعة ونصف الساعة بين «ريال وليفربول» كان مختلفًا تمامًا!، ليفربول كان عنده الطموح والإرادة، وهي أمور عاطفية لا تنفع إن لم يساندها العقل وبرود الأعصاب، بينما «ريال مدريد» تعامل بطريقة «براجماتية» أي الغاية تبرر الوسيلة!، ريال محترف في التعامل مع المباريات النهائية!
ليفربول؟ ماذا عندك؟ انت تعتمد بنسبة 70 في المائة على نجم سوبر.. سنخرجه خارج الملعب، النتيجة أن الفريق الأحمر كله هبطت معنوياته وقدراته الفنية، وهي نقطة سلبية لليفربول! ولم يعرف كلوب التعامل معها، يكفي أن التبديل بنزول «لالانا» بدلاً من صلاح لم نشعر به حتى صافرة النهاية! بينما زيدان دفع بجاريث بيل في النصف الأخير من المباراة ليقلب المباراة ويسجل هدفين «عالميين»! هذا هو الفرق!.. نتيجة نهائي كييف «عادلة» وليست جائرة بحق ليفربول.. لأن الأمر أكثر من مجرد نجم كبير يصاب فيخرج!.. بل سياسة وحنكة واحترافية وبرود أعصاب.. للأسف الأمور تسير هكذا!
جودو!
هو درس في الحياة وليس كرة القدم، الدنيا قائمة على التنافسية والقتالية، ولكن يحكم كل هذا الأخلاق، التي يمكن أن يتخلى عنها البعض في مواقف.. كموقف حركة «الجودو» من راموس! الأمر الذي ينقلنا على أمر غاية في الطرافة، الاتحاد الأوروبي للجودو على حسابه لا يتلقى في العادة أكثر من 10 تفاعلات على تغريداته! استغل الأمر بشكل رائع «تسويق لحظي» بتغريدة عن حركة راموس المعروفة بـ واكي جاتام.. وقال إنها محرمة في الجودو ولكنها كفيلة في كرة القدم بتحقيق دوري الأبطال! التغريدة حققت أكثر من 50 ألف تفاعل! وأصبح اسم اتحاد أوروبا للجودو على هواتفنا من خلال تطبيق تويتر! الطرافة لا تنتهي في عالم الرياضة!