علي الصحن
يمثل التحكيم السعودي مشكلة في المنافسات الرياضية السعودية، جميع الأندية تشتكي من الصافرة وقراراتها وأخطائها، بحث المسؤولون منذ سنوات طوال عن عشرات الحلول لمعالجة وضع التحكيم والحكام، ذهبت لجان وجاءت لجان ولم يتغير شيء، قد يتقدم التحكيم خطوة للأمام ثم ما يلبث أن يتراجع من جديد.
قبل خمسة عشر موسما، وتحت ضغوط الأندية، وتعدد الأخطاء التي يصعب تبرير بعضها، قرر صناع القرار السماح بمشاركة الحكم الأجنبي في المنافسات المحلية، ولكن على نطاق ضيق محدود للغاية، في المباريات التنافسية والنهائية فقط، قبل ذلك كانت عدة قرارات معلنة قد صدرت بحق عدد من الحكام، أوقف عدد منهم لمدد متفاوتة بسبب أخطاء وقعوا بها في مباريات نهائية.
فيما بعد تم التوسع في إحضار الحكام الأجانب، منح كل ناد حصة معينة من مبارياته يسمح له فيها بطلب حكام أجانب، وتم زيادة المباريات لاحقاً، وفي مساع لتطوير العمل في لجنة الحكام، تم التعاقد مع الانجليزيين هارد ويب ثم كلاتنبيرغ للعمل كخبراء في اللجنة، والأخير شارك في إدارة عدد من المباريات خلال عمله في اللجنة، وفي تطور تاريخي صدر قرار مهم منتصف الموسم بتكليف الأجانب بإدارة جميع المباريات المتبقية في الدوري السعودي.
الحكم الأجنبي جزء من الحل، والجميع ينشد تطور الحكم السعودي حتى يكون هو الحل، وتطوير التحكيم لن يحدث في يوم وليلة، والأهم هو وضع الخطط المناسبة لذلك، واختيار الكفاءات المؤهلة لمهمة التطوير.
رئيس لجنة الحكام ومقررها لا يلزم أن يكون حكماً سابقاً، من شأن الحكم السابق أن يجامل أبناء المهنة وأن يدافع عنهم وإن أخطأوا، اعتقد أن اللجنة تحتاج إلى رجل تطوير وتخطيط يدرس مشاكل الماضي ويضع الحلول للمستقبل، ومن الممكن الاستفادة من حكم سابق مؤهل في المهام الفنية الصرفة في اللجنة، دون أن يكون بيده كل القرار.
لدينا حكام جيدون يحسن أن نمنحهم المزيد من جرعات الثقة، ولدينا حكام يجب أن يتركوا المجال لآخرين، والأهم هو تأسيس قاعدة قوية يمكن الاعتماد عليها ولو بعد عدة مواسم، شريطة الاستفادة من أخطاء الماضي في اختيار الحكام المستجدين، والتأكد من أن أياً منهم يجمع بين الموهبة والثقافة والثقة بالنفس والقدرة على تطوير الذات وهذه الأمور يجب أن تتوفر في أي حكم وغياب أي منهم كفيل بنزع استحقاقه حمله للصافرة.
الجهات المختصة لم تقصر بشأن التحكيم، وقد بذلت جهوداً عدة في سبيل تطويره ورفع شأنه ودعمه، وأعتقد أنها لن تدخر أي جهد في المستقبل، ويبقى دور الحكام أنفسهم في تطوير قدراتهم وإعادة ثقة الجميع بما يقدمونه داخل الملعب.
التحكيم ركن مهم في منظومة المنافسات، وكلنا أمل أن تكون الصافرة السعودية قادرة على العودة وانتزاع الثقة ونسيان أمر الحكم الأجنبي، لكن الآمال والأماني وحدها لا تكفي مالم تقرن بالعلم والعمل والجهد والرغبة الحقيقية في النجاح.