فهد بن جليد
التفاعل الكبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعليق وسائل الإعلام وترحيبها بخبر موافقة مجلس الشورى على نظام مكافحة جريمة التحرش الذي أعدته وزارة الداخلية بناءً على الأمر السامي الكريم والرفع به لمقام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- يؤكد على نضج مُختلف شرائح المُجتمع السعودي، وترقبهم لولادة (تاج الأنظمة) التي تحفظ للفرد والمرأة والطفل حقوقهم في الشارع والمنزل ومَقار العمل والأماكن العامة، مع اتساع دور ومُشاركة المرأة وحضورها في مُختلف أنشطة المُجتمع، وعلى بعد (أسابيع قليلة) من بدء السماح بقيادتها للسيارة، ليُعتبر هذا النظام الرادع الوليد (الأحدث عالمياً) لمواجهة هذه الآفة، ومُحاصرتها للقضاء عليها، ومُعاقبة من يرتكبها من ضعاف النفوس (بصيغ قانونية، وعقوبات رادعة).
وجود (لغة) قانونية عصرية واضحة وثابتة، يتم بها تعريف التحرش ووصفه للرجوع والاحتكام إليها قضائياً عند ثبوت وقوعه، سينهي سنوات كان فيها الاجتهاد والتقدير (سيد الموقف) لتجريم (فعل ما) ووصفه بالتحرش، وإصدار العقوبة المُستحقة، لتنتهي بكل تأكيد (حقبة زمنية) استغل فيها أعداء الوطن (غياب قانون أو نظام سعودي لمُكافحة التحرش)، حاولوا فيها بكل خبث تشويه صورة المملكة بنشر مُعدلات ودراسات -غير صحيحة- تفتقر للمعايير العلمية الصحيحة عن (نسب التحرش) في المُجتمع السعودي، والتروِّيج لها بسوء نية عبر الصحافة العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، ومُقارنتها ببعض النسب في دول أخرى، إلاَّ أنَّ ولادة مثل هذا القانون سيُلجِّم تلك الأفواه، وسيضمن حماية الأفراد وصون حرياتهم في المُجتمع السعودي في واحد من أحدث و أفضل القوانين في العالم.
التحرش موجود في أكثر المُجتمعات العالمية (صرامة قانونية) وأكثرها تقدماً لمواجهته، نتيجة استغلال خوف المُتحرَش به دائماً من نظرة المُجتمع أو من عقاب الأسرة، مع ضعفه وجهله بحقوقه وطرق حمايته، وهو فعل شاذ في المُجتمعات المُسلمة، وأمر منبوذ دينياً وأخلاقياً، ولن يتم القضاء عليه ومُحاصرته إلاَّ بتكاتف الجهود لتوعية النساء والأطفال والأفراد بحقوقهم، وكيف يمكنهم تمييز التحرش الجسدي واللفظي من سواهما، وما هي طُرق ووسائل الحماية وحدود السماح للآخرين باقتحام حياتنا والتعامل معنا، وآليات التحرك عند التعرض له، ممَّا يجعل الكُرة بعد هذا اليوم التاريخي في ملعب الآباء والأمهات والجمعيات التوعوية والمدارس التعليمية ووسائل الإعلام.. إلخ -أكثر من أي وقت مضى- قبل أن تكون في كنف ورعاية القضاء الذي يتسلح اليوم بنظام قانوني واضح لحسم الأمر.
وعلى دروب الخير نلتقي.