علي عبدالله المفضي
يُروى أنه قبل أكثر من عقدين استنجد أحد الشعراء بمجموعة من الناس في أمسية أُقيمت له؛ ليظهر أنهم جمهور حقيقي، دفعه حب الشاعر والإعجاب به إلى الحضور. وقد كان في وقتها محل استهجان من قِبل العقلاء.
وليس ببعيد منه من يستجدي الفزعة أو يشتري بطاقات التصويت لبعض المسابقات التي تعتمد على عدد المصوتين للمتسابق؛ ليحصل على أكبر عدد ممكن من الأصوات لظنه الواهم أن الجمهور يمكن يقاد بخداعه بادعاء النجومية.
ما دفعني لذلك ما أراه من إعلانات بيع المتابعين والمعجبين ومعيدي (التغريد) وكثافة المشاهدة لمقطع صوتي أو مرئي؛ وهو ما يفقد الناس الثقة بحقيقة كثافة المتابعين التي يستطيع كشف زيفها المتابع ببساطة من خلال تقييمه لجودة المادة المطروحة وفكر صاحبها.. وفي هذه الحال فإن الخاسر الأول هو صاحب الحساب الذي ربما لا يتابع حسابه سواه.
والعاقل يدرك أن سبب هذا التهافت على النجومية الزائفة ناتج من الإحساس بالضآلة، وعدم الأهمية، وضحالة الفكر.. وبهذا التصرف الصبياني يفقد المتلقي ثقته بمنصات التواصل الاجتماعي؛ وبالتالي تفقد جذبها وتأثيرها ومتعتها لديه.
وقفة:
صادق واحب الصدق لو كنت ما انول
من صدقي إلا جرح سود الليالي
يكفيني أني عن ثرى الزيف معزول
لو عشت في نجم الحقيقة لحالي